تُعتبر الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا، الفيروسات، الفطريات والطفيليات، أساسًا مهمًا للنظام البيئي والطبيعي. وقد ساهم علم الأحياء الدقيقة بفروعه المتنوعة في دراسة هذه الكائنات بصورة مفصلة، مما أتاح التعرف على خصائصها واستخدامها في علاج الأمراض التي تسببها. بالإضافة إلى ذلك، تملك هذه الكائنات فوائد اقتصادية عدة، ومن أبرزها ما يلي:
يُستخدم دور البكتيريا والخمائر في المجالات الاقتصادية بعد دراستها بعناية تحت المجهر ومراقبة سلوكها وتأثيرها في تحفيز التفاعلات الكيميائية لإنتاج مواد غذائية مرغوبة. تشمل العناصر التي تُنتج كليًا أو جزئيًا نتيجة الأنشطة الكيميائية الحيوية للكائنات الحية الدقيقة المخللات، بعض أنواع الصلصات، جميع أنواع الأجبان غير المصنعة بإستثناء الجبن الكريمي، بالإضافة إلى العديد من منتجات الألبان المخمرة مثل الزبادي والحليب الحمضي.
تُلقح المواد الغذائية الخام، مثل الخيار في حالة المخللات أو بروتين الحليب في حالة الجبن، بالكائنات الحية الدقيقة المعروفة بتسببها في التغيرات المطلوبة لإنتاج منتج مرغوب، مما يجعل المادة الغذائية الأولية بمثابة ركيزة لتكاثر الكائنات الدقيقة خلال فترة الحضانة.
بدأت الأبحاث حول المادة الوراثية وأنواع الجينات باستخدام الأحماض النووية (DNA) و(RNA) الموجودة في خلايا الكائنات الحية الدقيقة، بهدف إعادة تصميم الجينات مختبريًا باختيار خصائص خاصة من الجينوم ونقلها لتحقيق فوائد اقتصادية. وقد ساهم مجال التكنولوجيا الحيوية في دراسة عمليات تصنيع البروتين وإزالة الحمض النووي ونقله إلى كائن حي آخر قبل بدء تطبيقه عمليًا.
يُعد اكتشاف المضادات الحيوية الطبيعية واحدًا من أهم الاكتشافات التي ساهمت في إنقاذ حياة ملايين البشر والسيطرة على العدوى البكتيرية. يمكن تعريف المضادات الحيوية على أنها مواد كيميائية تمنع نمو البكتيريا وتكاثرها أو تقتلها بالكامل، وهي مُصممة لم targeting الالتهابات البكتيرية.
أحدث إدخال المضادات الحيوية في المجال الطبي ثورة في الأساليب المتبعة لعلاج الأمراض المعدية، وتُعتبر اليوم واحدة من أكثر فئات الأدوية استخدامًا. كما وفرت سبلًا لإجراء العديد من الجراحات المعقدة بشكل أكثر أمانًا وفعالية.
أيضًا، يُستخدم جزء من الكائنات الحية الدقيقة في تصنيع اللقاحات التي تقي من الأمراض الخطيرة مثل الجدري، شلل الأطفال والحصبة، كما تُساعد في إنتاج هرمونات مثل الأنسولين وهرمون النمو في المختبر.
تشكل التكنولوجيا الحيوية خطوة مهمة من خلال دمج الكائنات الحية الدقيقة في مجال التصنيع للاستفادة منها اقتصاديًا، إذ تلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الإنزيمات والمواد الكيميائية. تدخل هذه الكائنات في العديد من الصناعات والمجالات، مثل صناعة المنسوجات، وإنتاج مواد تعزز من القيمة الغذائية للنباتات ومصادر الغذاء الأخرى، بالإضافة إلى صناعة المبيدات الحشرية البكتيرية، مما أدى إلى تقليل استخدام المبيدات الكيميائية وتقليل التكاليف والأضرار البيئية.
أحدث التعليقات