الأهداف المعرفية والسلوكيات التعليمية

تتباين القدرات العقلية والمهارات السلوكية والدراسية بين التلاميذ بشكل كبير، مما يؤثر على تجربتهم التعليمية وقدرتهم على استيعاب المعلومات. فليس من المألوف أن تكون قدرة الاستيعاب والفهم متساوية بين الأفراد، وهذا جزء من الحكمة الإلهية.

لقد خُلقنا بطرق متفاوتة في التفكير والاستنتاج والقدرة على التفاعل السريع في ظروف معينة، لذا من الضروري وضع أسس تعزز القدرات العقلية والفكرية والانفعالية لدى الطلاب، حيث يسهم ذلك في تعزيز التوافق بين الطالب والمعلم.

تعريف الأهداف السلوكية المعرفية

يُعرّف الهدف السلوكي بأنه الأداء المتوقع من الطالب الذي يمكن أن يُحقق نتيجة لعملية التدريس والتعلم. كما يمكن اعتبار الهدف كمعيار يُظهر مدى قدرة الطالب على إظهار ما تعلمه، مما يعكس التغير المتوقع في سلوكه بعد المشاركة في تجارب تعليمية محددة.

هذا الهدف يُعتبر وصفًا دقيقًا وموضحًا للناتج التعليمي المرغوب مع تنظيمه في سلوكيات قابلة للملاحظة والقياس. كما يمثّل غرضًا معينًا يعكس التغييرات التي قد تطرأ على سلوك المتعلم بعد إكمال تجربته التعليمية بنجاح.

مكونات الهدف السلوكي

  • يتكون الهدف السلوكي من ثلاثة عناصر رئيسية تساعد في صياغته.
  • السلوك النهائي، وهو السلوك المتوقع من الطالب كنتيجة للتعلم، ويمكن ملاحظته أو قياسه، إذ يتجلى ذلك في أفعال مثل: المشي، المقارنة، التبرير، التمييز، والترتيب.
  • البيانات والظروف التي تحققت فيها الأهداف، مثل توفر الأدوات اللازمة للقيام بأنشطة معينة كالرسم الهندسي أو استخدام الحاسبة في مسائل محاسبية محددة.
  • معيار قبول الأداء الذي يعتمد على تقييم الطالب بعد الانتهاء من التعلم، وهو ما يُعتبر تحديًا نظرًا لتعدد المتغيرات والظروف المحيطة.

تصنيف الأهداف السلوكية المعرفية

يمكن تصنيف الأهداف إلى عدة فئات، تشمل: أهداف معرفية، أهداف نفس حركية، وأهداف وجدانية. يعتمد مفهوم تصنيف الأهداف على إمكانية تقديم ناتج التعلم في شكل تغيرات محددة في سلوك الطلاب.

يهدف العديد من القادة في مجال التعلم إلى استخدام تصنيف الأهداف التعليمية كوسيلة لمساعدة المعلم في تحديد الظروف المثلى التي تتيح تعليم المهام المطلوبة، مما يساعد الطلاب على النجاح في إنجازها.

كما يعتقد علماء التربية بأهمية تصنيف الأهداف السلوكية بحسب اختلاف اهتمامات المعلمين واختلاف أساليب التعلم لدى الطلاب، مما يتطلب اختيار الأساليب الأكثر فعالية في تبني تلك الأهداف.

أهمية تصنيف الأهداف السلوكية المعرفية

تظهر أهمية تصنيف الأهداف السلوكية من خلال عدة جوانب، من أبرزها:

  • إتاحة نطاق واسع من الأهداف.
  • تسهيل ترتيب الأهداف من حيث الأولويات.
  • تعزيز فعالية عملية التعلم.
  • توفير إطار معرفي متين.
  • إنشاء نماذج تعليمية صحيحة.
  • تشخيص مشكلات التعلم بكفاءة.
  • المساهمة في نجاح مهام التعلم.
  • توجيه القرارات التعليمية بشكل سليم.

أنواع التعلم

تنقسم عملية التعلم إلى عدة أصناف، تختلف في المفهوم والتطبيق، وهي كما يلي:

  • التعلم الإشاري: يشمل اكتساب عادة معينة أو استجابة انفعالية لإشارة ما، مثل القلق عند رؤية ورقة الامتحان.
  • التعلم عن طريق الاستجابة: حيث يظهر الطفل استجابة محددة لمثير معين، مما يشير إلى الاستجابات العضلية أو الحسية.
  • التسلسل: حيث يستطيع الطفل ربط سلسلة من التعليمات معًا.
  • التمايز المزدوج: قدرة الطفل على التمييز بين المثيرات واتباع استجابات ملائمة.
  • تعلم المفهوم: وهو القدرة على الاستجابة لمجموعة من المؤثرات على أنها كيان واحد.
  • تعلم المبدأ: قدرة الطفل على الوصول إلى معلومات ودمج مفهومي.
  • حل المشكلات: استخدام المبادئ المكتسبة لحل المشكلات المختلفة.

دور الأهداف السلوكية

تتولى الأهداف السلوكية عدة أدوار هامة، تشمل:

  • مساعدة تخطيط المناهج وتطويرها من خلال اختيار الوسائل التعليمية المناسبة وتنفيذها.
    • تطوير الكتب الدراسية وكتب المعلم بالإضافة إلى تدريب المعلمين والبرامج التعليمية المعتمدة على الحاسب الآلي.
  • توجيه الأنشطة التعليمية: تتمثل في تسهيل التواصل بين المعلمين وطلابهم، مما يعزز النقاش حول الأهداف التعليمية.
  • تسليط الضوء على المفاهيم الأساسية التي تبني هيكل الموضوعات الدراسية، مما يُجنب التعمق في تفاصيل غير مفيدة.
  • توفير إطار منظم يسهل على الطلاب استيعاب المعلومات الجديدة.
  • تعزيز تجربة التعلم الفردية لكل طالب من خلال تطوير برامج تعليمية موجهة بالأهداف.
  • تيسير عملية التخطيط التعليمي من خلال اختيار أنشطة تدريس مناسبة تساعد في تحقيق أهداف التعلم.

الأهداف السلوكية

  • تساعد المعلم على تحقيق توازن بين الأهداف السلوكية والمستويات المختلفة.
  • تأسيس معايير سليمة لتقييم الطالب واختيار أدوات القياس المناسبة.
  • ترشيد جهود المعلم لتركيزها على الأهداف التعليمية المطلوبة.
  • تعتبر الأهداف السلوكية الأساس الذي يبنى عليه التصميم التعليمي، مما يتيح تكييف النظام التعليمي وفقًا للأوضاع المتغيرة.
  • تعزيز التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور من خلال وضوح الأهداف.
  • توفير قاعدة انطلاق لعملية تقييم التعليم.

بالتالي، تعتبر الأهداف السلوكية أساسية لضمان فعالية التعليم ونجاحه في تحقيق تغيير سلوكي لدى المتعلمين.

إن عدم تحديد نوع هذا التغيير، أو تجاهل وضع الأهداف، سيعيق قدرة المعلم على تنفيذ عملية التقييم، مما يؤدي إلى عدم وضوح نتائج الجهود المبذولة في العملية التعليمية.

Published
Categorized as أساليب التعليم الحديث