تُعتبر الصلاة أول عمل يُسائل عنه العبد يوم القيامة، حيث إنّها من الحقوق الكبرى لله -تعالى-، وتُعتبر عمود الدين وأحد أفضل أنواع العبادات البدنية. إنّ الصلاة لها مكانة رفيعة في الإسلام، فهي تعتبر من أعظم أركانه بعد الشهادتين، وتُعد من أهم الطاعات وأعلاها منزلة. وقد أكدّت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية على أهمية الالتزام بالصلاة والحفاظ عليها، حيث كانت آخر وصيةٍ للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل رحيله.
تحظى الصلاة بمكانة خاصة نتيجة لفرضيتها المباشرة من الله -تعالى- خلال ليلة الإسراء والمعراج، وهي آخر ما يتم الاستغناء عنه من الدين، إذ أن فقدانها يعني فقدان الدين بالكامل. لم يُرخص الله لأي شخص في ترك الصلاة في أي ظرف كان، سواءً في الحضر، السفر، الأمن، الخوف، أو الصحة. وقد استثنيت النساء فقط من الصلاة أثناء الحيض أو النفاس. تُعتبر الصلاة من أكثر الفرائض تكرارًا في القرآن الكريم، وهي العبادة التي أُمر بها جميع الأنبياء والمرسلين، وتُعد غذاءً للروح لما تحتوي عليه من ثناء ودعاء ورجاء لله.
تتمتّع الصلاة بفوائد عديدة، فهي تُعد بمثابة حصن للمؤدي من الكفر والنفاق، وتوفر له الراحة والطُمأنينة والنور، كما تُعالج الغفلة وتساعد في تخفيف الكربات. وتنهي الصلاة فاعلها عن الفحشاء والمنكر، مما يجعلها وسيلةً قويةً لجلب مغفرة الذنوب. بصلاح الصلاة، يصلُح سائر أعمال المسلم، ولها عهدٌ عند الله بالجنة. تعتبر الصلاة نورًا للمتقين وهدايةً للضالين، كما تُعين السالكين وتُعد بستانًا للعابدين، وهي رحمةً مُهداه من الله إلى عباده المؤمنين عبر رسوله -عليه الصلاة والسلام- كعطيةٍ منه. تُعتبر الصلاة معيارًا يُقاس به أحوال الصادقين، وكلما قام العبد بأداء الصلاة بشكل صحيح وإتقانها، استحق ثمارها.
أحدث التعليقات