تميز العصر الإسلامي بتنوع الأمثال وأساليبها، والتي اتسمت بالاختصار، والدقة، وفصاحة التعبير، وامتياز التشبيه. وظهرت هذه الأمثال بشكل بارز في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وأقوال العرب المسلمين. وفيما يلي بعض منها:
تواجدت العديد من الأمثال في القرآن الكريم لأغراض متنوعة مثل التذكير، والوعيد، والإيحاء، والترغيب، وغيرها. إليكم بعض هذه الأمثال:
قال الله تعالى: “يَأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُۥٓ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُۥ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شيئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ”.
يعبر هذا المثل عن زيف الشرك بالله -عز وجل-، ويبرز ضعف المشركين وقصورهم وجهلهم. كما يحمل هذا المثل تحديًا لهم، حيث تسائلهم عن قدرة آلهتهم على خلق أدنى المخلوقات وهو الذباب، مما يُبرز عجزهم عن ذلك أو حتى استعادة ما يُسلب منهم بواسطته، فكلا الجانبين ضعيف وعاجز.
قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ”.
هذا المثل يعبر عن أعمال الكافرين ويرمز إليها كسيراب، وهو ما يُرى على الأرض خلال الأوقات الحارة، حيث يظن الظمآن أنه ماء حتى عندما يصل إليه، لكنه لا يجد شيئاً، مما يعني أن الكافرين يظنون أن أعمالهم ستنجيهم من عذاب الله، لكنها في الحقيقة لا تجدي نفعًا.
نُسابِق بحضور الأمثال في الأحاديث النبوية، التي تميزت بالاختصار، والبلاغة، وروعة المعنى. ومن بين تلك الأمثال:
قال رسول الله ﷺ: “مَثَلُ الصَّلَواتِ الخمسِ كمَثَلِ نَهَرٍ جارٍ غَمْرٍ على بابِ أحدِكم، يَغتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خمسَ مَرَّاتٍ، فما يُبقي ذلك مِن الدَّرَنِ”.
يبرز هذا الحديث كيف أن الصلوات الخمس تعمل على مسح الذنوب والحط من الأوزار، كما أن الأوساخ تُغسل في النهر، إذ تمثل الصلوات الخمس طريقة سهلة للتخلص من الذنوب.
قال رسول الله ﷺ: “مثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً، ونافخُ الكيرِ إما أن يُحرِقَ ثيابَك، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً”.
في هذا الحديث، يقدم النبي ﷺ مثالين يوضح من خلالهما فوائد الجليس الصالح وهو الذي يُقربك إلى الله، مقارنةً بالرفيق السيئ الذي يُبعدك عن الطريق الصحيح.
نستعرض مجموعة من الأمثال المتداولة في أقوال العرب في العصر الإسلامي:
أحدث التعليقات