الأعمال المستحبة عند الانتقال إلى منزل جديد

إقامة وليمة وإطعام الطعام

من المستحب للمسلم شكر الله تعالى على نعمه، وبالتالي يجوز لمن انتقل إلى منزل جديد أن يقوم بتحضير طعام ودعوة الناس لتناوله؛ وذلك بهدف تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز المحبة، وشكرًا لله على ما أنعم عليه من مكان إقامة جديد وجيران طيبين. وقد اتفق جمهور العلماء من المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية على استحباب إقامة وليمة عند الانتقال إلى المسكن، بينما أباح الحنابلة ذلك.

قراءة القرآن ورفع الأذان في المنزل

وردت أحاديث تشير إلى فضل كثرة قراءة القرآن في المنزل وتأثيرها في حضور الملائكة وإحضار السكينة. كما يُستحب رفع الأذان في البيت بشرط عدم اعتقاد تخصيص العبادة بهذا الفعل، وإنما كوسيلة لطرد الشياطين. يتوجب على المسلم التحصين لنفسه وبيته من تسلط الشياطين، ويُنصح بتأكيد قراءة سورة البقرة، حيث أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). إذ إن كثرة قراءة القرآن تمنح البيت استقرارًا وطمأنينة لأهله. وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم سورة البقرة لما لها من فضل في طرد الشياطين وحماية الأهالي من صعوبات الحياة والنزاعات.

عقد النية لجعل البيت مكانًا للخير والصلاح

من المستحسن أن يُعقد المسلم نيته عند الاستقرار في منزله ليكون مكانًا لا تفرض فيه الشياطين سيطرتها بسبب المعاصي. ينبغي أن يحرص المسلم على إقامة الطاعات والعبادات فيه، وتعليم الأبناء القيم والأخلاق الإسلامية. فإن صلاح الأسرة يعكس صلاح المجتمع، كون الأسرة هي الوحدة الأساسية له. ومن أبرز خصائص البيت المسلم: حرص أهله على أداء الصلوات وأركان الدين دون تهاون. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة).

استحباب مجاورة الصالحين

حثّ الإسلام على اختيار المسكن والجار الصالح، والقيام بالإحسان إلى الجيران. إن مجاورة الأشخاص الصالحين تجلب الفائدة والسعادة، além من مساعدتهم في الخير. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق). على النقيض، فإن جار السوء يمكن أن يكون سببًا في الشقاء لما يترتب عن جيرته من آثار سلبية. وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتعوذ من جار السوء لدفع شره وأذاه، فقال: (تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام، فإن جار البادية يتحول عنك). فإن جار السوء قد يتسبب في الكثير من المتاعب، مما يؤثر سلبًا على أفراد الأسرة والضيوف.