الأعاصير المائية: فهم الظواهر والتأثيرات

ما هي الأعاصير البحرية؟

تُعتبر الأعاصير البحرية، المعروفة أيضًا بالأعاصير المدارية، نوعًا من العواصف القوية التي تتكون فوق المحيطات الاستوائية ذات المياه الدافئة. تشتهر هذه الأعاصير بانخفاض ضغطها الجوي، وقوة رياحها، وهطول الأمطار الغزيرة. تستمد الأعاصير طاقتها من سطح البحر، مما يمكّنها من المحافظة على قوتها طالما ظلت فوق المياه الدافئة. يمكن أن تصل سرعة الرياح في هذه الأعاصير إلى أكثر من 119 كيلومترًا (74 ميلاً) في الساعة، وقد تتجاوز في بعض الحالات 320 كيلومترًا (200 ميل) في الساعة، يرافق هذه الرياح القوية هطولات مطرية غزيرة وظواهر مدمرة تعرف بالعواصف.

كيف تتشكل الأعاصير?

تشير المعلومات المتعلقة بتشكل الأعاصير إلى وجود تغييرات مناخية تؤدي إلى نشوء هذه الكوارث البيئية. وفقًا لخدمة الطقس الوطنية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن عملية تشكل الأعاصير تعتمد على عوامل عدة، منها:

  • ضرورة أن تكون مياه المحيط دافئة، بحيث لا تقل درجة حرارتها عن 80 درجة فهرنهايت (27 درجة مئوية)، وأن تمتد درجة الحرارة هذه من سطح البحر إلى عمق 150 قدمًا (46 مترًا) تحت السطح.
  • وجود جو رطب وغير مستقر، مما يعني أن الغلاف الجوي يجب أن يحوي على رطوبة مرتفعة في الطبقات العليا.
  • ضرورة وجود اضطرابات بالقرب من السطح، مثل مجموعة من العواصف الرعدية، التي يُطلق عليها العلماء اسم الموجات الشرقية الاستوائية.
  • أن تتواجد هذه العوامل على مسافة كافية من خط الاستواء، بحد أدنى 300 ميل (480 كم).
  • وجود اختلاف طفيف في سرعة واتجاه الرياح بين السطح وطبقة التروبوسفير، وهي الطبقة الأقرب إلى سطح الأرض الممتدة لآلاف الأقدام فوق السطح.

ارتفاع الأعاصير البحرية وتأثيرها

خلال الأعاصير، يمكن أن يصل ارتفاع سطح البحر إلى 6 أمتار (20 قدمًا) فوق المستويات الطبيعية، مما يساهم في زيادة حدة تأثيرات الأعاصير. يُشكل هذا المزيج من الرياح العاتية، الأمطار الغزيرة، والمياه المرتفعة خطرًا كبيرًا على المناطق الساحلية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. يحدث أن تتعرض مناطق مختلفة من العالم لأعاصير سنويًا، خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الصيف، حيث تشمل هذه المناطق ساحل الخليج في أمريكا الشمالية، وشمال غرب أستراليا، وشرق الهند وبنغلاديش، ما يسفر عن خسائر فادحة.

أضرار الأعاصير

يمكن أن تنجم آثار الأعاصير الهائلة عن التأثيرات الكبيرة التي تُحدثها على البشر والأنظمة البيئية. تلخص النقاط التالية أبرز هذه الأضرار:

  • تسبب الأعاصير أضرارًا جسيمة للحيوانات البحرية من خلال انتشار الملوثات والحطام في مواطنها. ورغم أن بعض الحيوانات مثل أسماك القرش والدلافين تستطيع استشعار تغييرات ضغط الهواء بالقرب من الإعصار والانسحاب، فإن العديد من الأنواع لا تدرك ذلك، مما يحول دون قدرتها على الهرب. وقد لوحظ انخفاض الغطاء المرجاني بنسبة تصل إلى 20%، في السنوات التي سبقت الأعاصير، ونفق ما يقارب 9 ملايين سمكة بعد إعصار أندرو الذي ضرب لويزيانا.
  • يمكن أن تتسبب الأعاصير في قطع خطوط الكهرباء وأنظمة المياه، كما أنها قادرة على إغراق وتحطيم المباني والبنى التحتية. نتيجة لسرعة الرياح، قد تتحول الأغراض اليومية إلى قذائف قاتلة تشكل خطرًا على حياة البشر. في عام 2017، تجاوزت الأضرار المادية في الولايات المتحدة 300 مليار دولار، بينما في عام 2005 قدرت الخسائر بـ 215 مليار دولار نتيجة إعصارات كاترينا وريتا وويلما.
  • قد تؤدي الرياح الناتجة عن الأعاصير إلى اقتلاع الأشجار، وتحمل المياه المالحة إلى الأنهار، مما يسبب موت النباتات والحيوانات الحساسة للأملاح. كما يمكن للمد والجزر أن يدمر أعشاش السلاحف البحرية والطيور الحساسة على الشواطئ. وتغذي الرياح أيضًا الأعشاب البحرية بالملوثات والمواد السامة.

أنواع الأعاصير

تُصنف الأعاصير حسب سرعتها القصوى، حيث تتراوح شدة الأعاصير بين 1 إلى 5، مع اعتبار الرقم 1 دليلاً على إعصار خفيف، والرقم 5 يدل على إعصار كارثي. تُقسم الأعاصير وفقًا لسرعات الرياح كما يلي:

  • الفئة 1: رياح سرعتها بين 74-95 ميلاً في الساعة (119-153 كم / ساعة).
  • الفئة 2: رياح سرعتها بين 96-110 أميال في الساعة (154-177 كم / ساعة).
  • الفئة 3: رياح سرعتها بين 111-129 ميلاً في الساعة (178-208 كم / ساعة).
  • الفئة 4: رياح سرعتها بين 130-156 ميلاً في الساعة (209-251 كم / ساعة).
  • الفئة 5: رياح سرعتها حوالي 157 ميلاً في الساعة (252 كم / ساعة).
Published
Categorized as معلومات عامة