الاسم الموصول هو اسم معرفة يشير إلى محدد معين من خلال جملة تُذكر بعده، مما يجعله موصولًا بها ضرورة؛ إذ لا تكتمل الجملة بدونه. ولذلك، قامت التسمية على هذا الأساس، وتعرف هذه الجملة بـ”صلة الموصول”. على سبيل المثال، في الجملة (غلبتُ الذي غلبني)، فإن الكلمة (الذي) هي الاسم الموصول، بينما الجملة الفعلية (غلبني) تمثل صلة الموصول. وإذا قلنا (غلبتُ الذي) دون استكمال، فإن الجملة تصبح ناقصة ولا تحمل المعنى المطلوب.
الأسماء الموصولة العامة تشير إلى الأسماء الموصلية التي يمكن استخدامها بنفس اللفظ في حالتي المفرد والمثنى والجمع، سواء للمذكر أو المؤنث. فالمعاني تتحدد وفقًا لسياق الكلام والضمير المشار عليه، مما يجعلها مرنة في الاستخدام.
على سبيل المثال، في الجمل التالية: (إن من يحترمُ نفسَه لا يفعَلُ الأمورَ الرّخيصة)، و(إن من تحترمُ نفسها لا تُعَرِّضُ أنوثَتَها للمهانة)، و(إن من يحترمون أنفسهم ينقدونها)، نلاحظ أن الاسم الموصول (من) قد استخدم للدلالة على المفرد المذكر في الجملة الأولى بمعنى “الذي”، وللدلالة على المفرد المؤنث في الجملة الثانية بمعنى “التي”، وعلى جماعة الذكور في الجملة الثالثة بمعنى “الذين”. وهكذا، فإن سياق الحديث هو الذي يحدد معنى الاسم الموصول.
تنقسم الأسماء الموصولة العامة إلى خمسة أنواع: (من، ما، أي، ذا، ذو). ويمكن تقسيم هذه الأسماء إلى مجموعتين، كما يلي:
تعتبر المجموعة الأولى الأكثر استخدامًا، حيث يمكن استعمالها دون شروط، كما هو موضح في الجدول التالي:
الاسم الموصول | مثال |
من (تستخدم للعاقل) | إن من قصَّر به عمله لم يسرع به نسبه. أحسن إلى من أحسنَا إليك. أخلص لمن يحبونك واحذر من يعادونك. |
ما (تستخدم لغير العاقل) | قيمتك بما تعمل لا بما تقول. فتذكر من تجارب حياتك ما نفعتك لا ما آلمتك. ذاكر ما كلفني به المعلم. |
أي (تستخدم للعاقل وغير العاقل) | ابدأ بالصدقة على أي الناس هو أقرب إليك. ابدأ بالصدقة على أي المحتاجين هم أقرب إليك. |
تشمل المجموعة الثانية الأسماء الأقل استخدامًا والتي تتطلب شروطًا معينة للاستخدام، كما هو موضح في الجدول التالي:
الاسم الموصول | شرط استخدامها | مثال |
ذا | يمكن استخدامها كاسم موصول إذا تحققت الشروط التالية: *أن يتقدم عليها أحد الاسمين الاستفهاميين (ما، من). *أن يبقى لكل من الاسم الموصول (ذا) واسمي الاستفهام (من، ما) استقلالهما، فإذا تم دمجهما في كلمة واحدة سيصبح معناهما على التوالي: (أي شخص، أي شيء)، وفي هذه الحالة لن تُعتبر (ذا) جزءًا من الأسماء الموصلة. | *قوله تعالى: {مَنْ ذا الذي يَشفعُ عِندَه إلا بإِذنِهِ؟} (أي: من الذي يَشفَعُ عندَه؟)* (ماذا أنفقتَ؟) إذ يجوز أن يكون المعنى “ما أنفقتَ؟” وأن يكون “ما الذي أنفقتَه؟” |
ذو | ذُكرت (ذو) كاسم موصول فقط في مواضع محدودة، ويمكن استخدامها كاسم موصول مشترك في حالات نادرة جداً. | *قول الشاعر: فإنَّ الماءَ ماءُ أبي وجَدِّي *** وبِئْري ذُو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ (أي بئْري التي حَفرتها والتي طويتُها، أي بنيتُها)* قول الشاعر: فإمّا كرامٌ مُوسِرونَ لَقيتُهُم *** فَحَسْبيَ منْ ذُو عِنْدَهُمْ ماكفانِيا (أي من الذي عندهم). |
أحدث التعليقات