الأساليب البلاغية المستخدمة في قصيدة “حديقة الغروب”

بلاغة قصيدة حديقة الغروب

تتجلى البلاغة بمختلف فروعها في قصيدة “حديقة الغروب” بأسلوب مبدع ومتميز، مما يعبر عن شعور الحزن واليأس الذي يسود فيها:

التشبيه

ماذا تودين مني؟ إنني شبحٌ

يهيم بين أغلال وأسوار

يتضح استخدام التشبيه بشكل بارز في هذه القصيدة، حيث يصف الشاعر نفسه بأنه شبح، متجنباً استخدام أداة التشبيه وذكر وجه الشبه، مما يبرز للقارئ عمق حزنه وآلامه ومعاناته، وكأنه يظهر كظل بلا وجهة. فهو، كشبح، يبدو غير واضح وسط الهموم والآلام التي تعتصر قلبه.

الاستعارة

هذه حديقة عمري في الغروب.. كما

رأيتِ… مرعى خريف جائع ضارٍ

لقد هجرت الطيور.. والأغصان شاحبة

والورد يبكي عهد آذار

تتجلى الاستعارة المكنية بوضوح من خلال تشبيه الورد بالبشر الذي يبكي بأسى، حيث استخدم الشاعر المشبه (الورد) مع حذف المشبه به (الإنسان) مع الإبقاء على سمة من سماتهم وهي البكاء، مما يدل على أن كل ما في هذه الحديقة (حديقة العمر) يعكس قنوطاً وألماً.

كما تظهر الاستعارة المكنية بوضوح في تشبيه الأغصان بأجساد البشر التي فقدت لونها من شدة الألم واليأس، ليصبح لونها شاحبا وهزيلا. إذ استخدم الشاعر المشبه (الأغصان) وحذف المشبه به الإنسان مع الإبقاء على ما يشير إلى الشحوب، ليعكس بالتالي حالة حديقة عمره في لحظة الغروب.

وهذه استعارة مكنية أخرى حيث يشبه فصل الخريف بالماشية الضارية الجائعة في المرعى، مستخدماً المشبه (الخريف) مع حذف المشبه به (الماشية) مع الإبقاء على سمة المرعى، مما يشير إلى أن خريف العمر هو نهايته، وكأنه يستعد للرحيل في هذا المقطع.

الكناية

وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه

وكان يحمل في أضلاعه داري

ويا بلاداً أخلصت العمر زهرتها

لعزكِ!… دمتِ!… إني أقترب من الإبحار

إن ساءلوكِ فقولي: لم أبع قلمي

ولم أنجس بسوق الزيف أفكاري

وإن رحلتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً

وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري

تظهر الكناية عن الأمانة وولائه من خلال الجملتين (وكان يحمل في أضلاعه داري) حيث تعد الأضلاع موطن القلب، ولكن لحرصه وحبه الشديد لهم، كان يحمل وطنه بين أضلاعه، وعبر عبارة (لم أبع قلمي) يعبر عن وفائه وإخلاصه لوطنه واحترامه لمبادئه التي ترعرع عليها.

الطباق

ظهر هذا المحسن البديعي من خلال كلمتي إسراري وإعلاني في السطر التالي:

يا عالم الغيب! ذنبي أنت تعرفه

وأنت تعلم إعلاني.. وإسراري

نبذة عن قصيدة حديقة الغروب

قصيدة “حديقة الغروب” للشاعر السعودي غازي عبد الرحمن القصيبي، المولود في 2 مارس 1940، تتميز بالتعبير عن مشاعر الحزن. ويعكس القصيبي من خلال شعره وفرة الحزن الناتجة عن حياته في عالم يعج بالمظلومين ويفتقد للأحباء. يتأسف في هذه القصيدة على ما تبقى من عمره، حيث يذكر في بدايتها “خمسة وستون”، لينتهي بجزء يعبر عن أمله في العفو والمغفرة.

Published
Categorized as معلومات عامة