إن الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق الذي أبدع السماوات والأرض، وقدّرم فيها أرزاق جميع المخلوقات وأقواتها، حيث حدد لكل شيءٍ قدرًا وأجلًا معلومًا. هذه السنة تشمل جميع الكائنات التي خلقها الله، وهو سبحانه يعلم مستقرها ومستودعها. ومن واجب المسلم أن يؤمن بما قدره الله له في الرزق والأجل.
عند النظر إلى الواقع، نجد أن بعض الأفراد قد يواجهون تحديات في فهم قضية الرزق والأجل، بحيث لا يتوكلون على الله بشكل صحيح ولا يحسنون الظن به. إن هاتين القضيتين شائكتان وهامتان، لذا ينبغي تصحيح المفاهيم المتعلقة بهما وتوضيحها بشكل دقيق.
يجب على المسلم أن يدرك بعض النقاط الأساسية التي تساعد في استقرار مفهومه حول الأجل والرزق، وهذه النقاط تتضمن ما يلي:
فالإيمان بذلك يُعتبر جزءًا من عقيدة المسلم. لقد كفل الله -سبحانه وتعالى- الرزق للكائنات جميعًا، حيث قال -تعالى-: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
ولذلك ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه: (إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ).
على المسلم الذي يدرك أن الرزق والأجل بيد الله -سبحانه وتعالى- أن يسارع بالتوبة في كل حين، ليظل مستعدًا للقاء الله -عز وجل-، إذ قد يأتي أجله في أي لحظة.
ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم العديد من الآيات التي تؤكد أهمية الإيمان والتوكل على الله في مسألة الرزق والأجل، ومن هذه الآيات:
أحدث التعليقات