المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي

يشير مفهوم التنوع البيولوجي إلى جميع أشكال الحياة التي تملأ كوكب الأرض، بما في ذلك جميع الكائنات الحية التي تعيش في المجتمعات أو النظم البيئية، بدءاً من المحيطات والغابات وصولاً إلى الصحاري والمناطق الجليدية والمراكز الحضرية. هناك العديد من التهديدات التي تواجه هذا التنوع، ومنها:

الانقراض

شهد التاريخ الجيولوجي للكوكب خمس عمليات انقراض جماعي شملت أنواعاً متعددة، بينما تمر الأرض حالياً بعملية الانقراض الجماعي السادسة نتيجة الأنشطة والممارسات البشرية.

فقدان مواطن الكائنات الحية

يتضمن هذا الأمر تغيير أو فصل البيئات الطبيعية عن بعضها البعض، مما يجعل من الصعب على أنواع معينة من الكائنات الحية البقاء فيها.

الاستخدام المفرط للموارد

يتمثل ذلك في إزالة الكائنات الحية بمعدل أسرع من قدرة الطبيعة على تعويضها، مثل الصيد الجائر للفيلة والصيد غير المستدام لمصادر اللحوم البرية، بالإضافة إلى الإفراط في جمع النباتات والفطريات ذات النمو البطيء.

التلوث

تتسبب أشكال معينة من التلوث، مثل تلوث الهواء، في ترسب الأحماض وتغير المناخ في بعض المناطق. كما أن التلوث يمكن أن يحدث في المسطحات المائية نتيجة الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية.

التغير المناخي

ينتج التغير المناخي عن انبعاث غازات الاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، نتيجة حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة. ولا يؤدي هذا التغير إلى ارتفاع درجات الحرارة فحسب، بل يمكن أيضاً أن يسبب تغييرات في أنماط الطقس يصعب التنبؤ بها.

مقاييس فقدان التنوع البيولوجي

يعتبر التنوع البيولوجي عنصراً حيوياً، حيث أن فقدان أي نوع من الكائنات الحية قد يؤثر سلباً على حياة الإنسان من خلال انهيار النظم البيئية، مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة نتيجة العلاقات المعقدة بين الأنواع. لذلك، عادة ما يُقّيم ويُقاس فقدان التنوع البيولوجي من خلال تصنيف الأنواع وفقاً لمخاطر انقراضها، حيث يُصنف النوع الأكثر عرضة للانقراض على أنه مهدد بشدة، يليه الأنواع الأقل تهديداً ثم الأنواع الأقل عرضة للخطر. كما يمكن قياس فقدان التنوع البيولوجي بناءً على مستوى النظام البيئي من حيث المساحة أو تنوع الأنظمة البيئية.

مستقبل التنوع البيولوجي

للأسف، تشير معظم المؤشرات إلى عدم وجود تفاؤل بشأن مستقبل التنوع البيولوجي، حيث يستمر التنوع التصنيفي والوراثي والوظيفي في التدهور أمام التهديدات والمخاطر المستمرة. يؤدي فقدان التنوع البيولوجي إلى تغيير أداء واستقرار الأنظمة البيئية، مما ينتج عنه خسارة لا يمكن استعادتها للأنواع، وهذا يعرض مستقبل الإنسانية للخطر.