تشير مراجع الفقه وتفسير القرآن إلى وجود عدد من الآيات في سورة البقرة تتعلق بحقوق الزكاة، وقد تم توثيق بعض الآيات المنسوخة في هذا السياق، ومنها:
توجد في سورة البقرة آية تحث على الإنفاق على الوالدين والأقربين، حيث قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ). وقد نقل عن عدد من علماء التفسير أن هذه الآية منسوخة، ومن بينهم الصحابي عبد الله بن مسعود الذي أكد: “نسختها آية الزكاة”. ومع ذلك، يبدو أن معنى الآية يعبر عن نفقة النوافل، حيث تشير إلى الندب، لذا لا ينبغي القول بأنها منسوخة.
وردت في سورة البقرة آية تدعو إلى الإنفاق مما يتجاوز احتياجات الفرد دون تحديد لمقدار أو نصاب -وذلك يعرف بالعفو-، حيث يقول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)، بمعنى ما يفوق حاجاتكم من أموالكم. بعض الفقهاء والمفسرين اعتبروا أنها منسوخة، وذلك في بداية الإسلام حيث كان المسلم يقوم بالزراعة ويأخذ ما بحاجة له وعائلته، ويتبرع بالباقي، لكن تم نسخ ذلك بآية الزكاة.
تناولت مراجع الفقه وتفسير القرآن عددًا من الآيات في سورة البقرة التي تم الإشارة إلى وجود آيات منسوخة تتعلق بالأحوال الشخصية مثل الزواج والعدة والوصية، ومن الأمثلة على ذلك:
اشتملت سورة البقرة على آية تحذر من الزواج من غير المسلمات، حيث قال الله تعالى: (وَلاَ تَنْكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ). وقد اعتبر بعض العلماء أن هذه الآية عامة في تحريم الزواج من جميع المشركات، مما يشمل الكتابيات. بينما استثنى العالمين الكتابيات فقط في آية أخرى، واعتبروا هذه الآية منسوخة كما أشار إلى ذلك عكرمة والحسن ومالك وسفيان وغيرهم.
تتحدث إحدى آيات سورة البقرة عن عدة المتوفى عنها زوجها، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ). وقد قيل أن هذه الآية منسوخة بالآية: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا). وقد نقل عن عطاء والحسن وعكرمة وغيرهم أن هذه الآية قد نسخت.
هناك آية في سورة البقرة تحث على الوصية للوالدين والأقربين، حيث قال الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ). لكن هذه الآية نسخت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ قد أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ؛ فلا وصيَّةَ لوارثٍ). وعامة الفقهاء يرون أن الآية منسوخة بهذا الحديث الذي منع الوصية للوارث.
تتناول كتب الفقه وأحكام القرآن عددًا من الآيات في سورة البقرة التي يُعتقد بأنها منسوخة، وتتناول أحكامًا متنوعة، وفيما يلي توضيح لهذه الآيات:
توجد آية في سورة البقرة تشير إلى منافع الخمر والميسر، مما قد يُفهم منه الإباحة، حيث قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا). واعتبرت مجموعة من العلماء أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ)، حيث أن الأمر باجتناب الفعل يعد من أقوى أنواع النهي.
تعتبر آية في سورة البقرة دليلاً على مؤاخذة الإنسان على نيته السيئة حتى وإن لم يرتكب الحرام، حيث قال الله تعالى: (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ). وقد جاءت روايات عن علي بن أبي طالب وابن عمر وابن عباس وكعب الأحبار وغيرهم تشير إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ).
أحدث التعليقات