يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار إلى ظهور أعراض حادة على المدى القصير. وذلك بسبب احتوائه على مادة الكابسيسين، المسؤولة عن النكهة الحارة، والتي تحفز الجهاز العصبي بشكل مفرط. ورغم ذلك، فإن تناول الفلفل الحار لا يسبب أي ضرر لبطانة الأمعاء. وفيما يلي بعض المشكلات الصحية المرتبطة بتناول الفلفل الحار:
من المهم الإشارة إلى أن تأثير الأطعمة الحارة يختلف من شخص لآخر. فبينما يستطيع البعض تحمل حرارتها، يمتلك آخرون أمعاء أكثر حساسية مما قد يؤدي للإصابة بالإسهال. ويرجع هذا إلى أن الكابسيسين يحفز مستقبلات في الجسم ترسل إشارات إلى الدماغ، فيقوم الدماغ بإفراز مادة الإندورفين كمضاد للألم. عند تحفيز الأمعاء الدقيقة بالكابسيسين، يمكن أن ينتقل بسرعة إلى القولون، مما يمنع امتصاص الماء ويؤدي إلى الإسهال.
إذا تسبب تناول الأطعمة الحارة في الإسهال، فمن الهام تجنب تناول الأطعمة الحارة لفترة من الزمن لتخفيف العبء عن الأمعاء، بالإضافة إلى الحفاظ على رطوبة الجسم وتفادي المشروبات المحتوية على الكافيين التي قد تزيد من حدة الإسهال.
وفقًا لدراسة طويلة المدى نشرت في مجلة Nutrients في عام 2019، تم الربط بين تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار وتدهور المعرفة لدى البالغين.
لذا، يُعتقد أن الفلفل الحار قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وهي حالة تحدث فيها تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك، بالإضافة إلى تراجع القدرة على أداء الأنشطة اليومية. وعلى الرغم من أن الخرف غالبًا ما يصيب كبار السن، إلا أنه لا يُعتبر جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة.
من جهة أخرى، قد تكون كمية معتدلة من الأطعمة الحارة مفيدة لمن يعانون من الأمراض العقلية مثل ألزهايمر. يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات حول هذا الأمر في قسم فوائد الأطعمة الحارة.
كان يعتقد أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل قد يسبب قرحة المعدة، لكن لوحظ أن الكابسيسين يلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة بالقرحة، إضافة إلى دوره في تسكين الآلام عند تناوله أو تطبيقه موضعيًا. ومع ذلك، ينبغي أن يتم تناول الأطعمة الغنية بالتوابل بشكل تدريجي، خاصةً لأولئك الذين لا يعتادون على الأطعمة الحارة، لتجنب أي أعراض غير مرغوبة.
أشارت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة Critical Reviews in Food Science and Nutrition عام 2007 إلى أن الكابسيسين لا يحفز المعدة على إفراز الحمض، بل على العكس يساهم في تقليل إفرازه، كما أنه يحفز إفراز المخاط والمواد القلوية، ويعزز تدفق الدم المخاطي الذي يلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة بالقرحة وزيادة سرعة الشفاء منها.
دراسة أخرى نشرت في مجلة The Journal of Pain في عام 2020، أكدت أن الكابسيسين يقدم تأثيرًا مسكّنًا يستمر حتى بعد انتهاء تأثيره على حاسة التذوق، ويمكن أن يساهم اتباع نظام غذائي حار على المدى الطويل في تقليل عتبة الألم.
هناك اعتقاد سائد بأن الأطعمة الحارة تسبب البواسير، لكن هذا غير دقيق. الأطعمة الغنية بالتوابل لا تسبب الإصابة بالبواسير، لكنها قد تسبب تهيجًا في الشقوق الشرجيّة. دراسة نشرت في مجلة Diseases of the Colon & Rectum عام 2006 لم تجد دليلًا علميًا يثبت أن تناول الوجبات المحتوية على الفلفل الحار يزيد من أعراض البواسير.
ومع ذلك، قد يشعر البعض بآلام يظنونها ناتجة عن البواسير، في حين أنها نتيجة تشققات شرجية صغيرة تسبب ألمًا شديدًا. دراسة نشرت في مجلة Arquivos de Gastroenterologia عام 2008 أظهرت أن تناول الفلفل الحار قد يفاقم أعراض الشق الشرجي لدى المرضى ويقلل من فرص الشفاء.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسات حول علاقة الفلفل الحار والسرطان كانت متضاربة ومتنوعة، ولم تُجرِ على البشر، لذا فإن نتائج هذه الدراسات غير مؤكدة، ولا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد تأثير الفلفل الحار على السرطان. وقد تم إجراء بعض الدراسات الأولية حول هذا الأمر:
إليكم بعض فوائد تناول الأطعمة الحارة:
أحدث التعليقات