اكتشاف مواهب الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم

تعريف الموهبة

تُعبر الموهبة عن الاستعداد الفطري الاستثنائي الذي يُظهره الفرد، مما يميزه بقدرات فريدة تجعله يتفوق على الآخرين الذين يمتلكون خصائص مشابهة. يُعتبر مفهوم الموهبة متسقًا في كل من المعاجم العربية والإنجليزية، حيث تُعرّف المعاجم الإنجليزية “Giftedness” بنفس المعنى المرتبط بالمفهوم اللغوي للموهبة في اللغة العربية، وتركز على كونها قدرة موروثة أو مكتسبة، سواء في المجالات البدنية أو العقلية.

تستند التعريفات الأدبية حول الموهبة إلى عدة مفاهيم مرتبطة بالعبقرية والدافعية والذكاء والمهارات. يعتقد بعض الباحثين أنها تعكس وجود قدرات استثنائية لدى الأطفال في مجالات غير أكاديمية نتيجة لعوامل وراثية، متميزة عن الذكاء. وفيما يلي بعض التعريفات المتعددة للموهبة:

  • خاصية معقدة تظهر في الفرد تمنحه فرصة لتحقيق إنجازات عالية في مجالات معينة، مثل الموسيقى والشعر والفن.
  • وفقًا للمكتب الأمريكي للتعليم، تُعتبر الموهبة إحدى قدرات الفرد في مجالات عقلية، أكاديمية، قيادية، إبداعية، أو كفاءة في مجالات متعددة.
  • تمثل القدرة التي تُظهر أداء مميز للطفل في نشاط معين، مما يجعله فريدًا بخصائص ومميزات قد لا يتمتع بها أقرانه.
  • تُعرف الموهبة أيضًا كقدرة الفرد على الابتكار في مجالات متعددة، وتشمل الاستعدادات العقلية والإبداعية والاجتماعية والانفعالية والفنية، وهي خاصية موروثة قد ترتبط بالذكاء.

كيفية اكتشاف مواهب الطفل مبكرًا

تعتمد مهمة اكتشاف مواهب الطفل المبكرة بشكل كبير على محيطه المباشر، بما في ذلك والديه وأسرته، حيث أن العديد من مواهب الأطفال تظهر خلال السنوات الأولى من حياتهم. وبالتالي، تقع على عاتق الأسرة مسؤولية كبيرة في اكتشاف وتنمية والاستثمار في هذه المواهب بصورة مناسبة. يتطلب ذلك وعيًا ودقة في مراقبة وإدراك الصفات التي تتميز بها شخصية الطفل في المجال الذي قد يُظهر فيه تميزًا، وليس فقط الاهتمامات التي قد يرغب الأهل في فرضها عليه. يمكن أن يساعد الآباء في هذا الصدد من خلال اتباع عدة استراتيجيات:

  • مراقبة ميول الطفل ورغباته: من المهم متابعة سلوك الطفل واهتماماته، والتركيز على الأنشطة التي تتطلب تفاعله.
  • إطلاق ألقاب إيجابية: تخصيص ألقاب داعمة تعزز نمو الطفل بما يتناسب مع ميوله، تحفيزًا لتطوير مواهبه.
  • التقييم من خلال الأنشطة الروتينية: يمكن متابعة الأنشطة اليومية للطفل لمعرفة خصائصه واهتماماته.
  • استكشاف المواهب عبر اللعب: يُعتبر اللعب وسيلة فعالة لاستكشاف المهارات العقلية والاجتماعية، من خلالها يمكن تقييم تفاعلات الطفل وأفكاره.
  • مشاركة الوقت مع الأطفال: تعزز من تطور المهارات اللغوية والتواصلية للطفل.
  • تشجيع القراءة وال تعلم: القراءة تهدف إلى توسيع مدارك الطفل وتنمية مواهبه.
  • إجراء اختبارات ذكاء: يمكن أن تكون اختبارات التفوق والموهبة من الطرق المثلى لاكتشاف المواهب، حيث تخضع لمعايير علمية دقيقة.

الخصائص المميزة للطفل الموهوب

تساعد بعض الخصائص المميزة للطفل الموهوب في اكتشاف قدراته بوضوح، حيث تظهر علامات تميزه في مجالات معينة. ومن بين هذه الخصائص:

الخصائص الجسدية

تشير الدراسات إلى تفوق الأطفال الموهوبين صحيًا وجسميًا، حيث يكون لديهم وعي أكبر بفروق الصحة الشخصية.

الخصائص العقلية

يشتهر الطفل الموهوب بقدرات عقلية فريدة، يتحمل الضغوط بشكل أكبر ويملك مجموعة متنوعة من الحلول للمشكلات التي تواجهه.

الخصائص الانفعالية

يمتاز الأطفال الموهوبون بالتوزان الانفعالي، حيث يتمتعون بقدرة على التواصل بصورة أفضل دون التشتت أو التعقيد.

Published
Categorized as أدب الطفل وقصصه