يُعتبر الطبيب العربي ابن النفيس هو الرائد في اكتشاف الدورة الدموية الصغرى. حيث توصل إلى أن الجدار الفاصل بين البطينين الأيمن والأيسر صلب وغير مسامي، معارضًا بذلك نظرية جالينوس التي تفيد بأن الدم ينتقل بشكل مباشر من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من القلب. وأكد ابن النفيس أن الدم ينتقل من البطين الأيمن إلى البطين الأيسر عبر الرئتين. ولذلك، فإن اسم ابن النفيس يرتبط ارتباطًا وثيقًا باكتشاف الدورة الدموية الصغرى، وهو ما سجله في كتابه “شرح تشريح القانون”. ورغم ذلك، فقد ظل هذا الاكتشاف مجهولاً لعدة قرون، وتمت نسبته بشكل خاطئ إلى الطبيب الإنجليزي هارفي.
علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي الحزم القرشي الدمشقي، المعروف بابن النفيس، وُلد عام 1213م في مدينة دمشق. درس الطب في مستشفى الطب في البيمارستان النوري، وعندما بلغ الثالثة والعشرين من عمره، انتقل إلى القاهرة حيث عمل لأول مرة في المستشفى الناصري ثم في المستشفى المنصوري. نشر أهم أعماله في سن التاسعة والعشرين، وذلك من خلال كتابه “شرح تشريح القانون” لابن سينا، والذي تضمن آراءه الفريدة حول الدورة الدموية والقلب. كما ألّف كتابًا بعنوان “الشامل في الصناعة الطبية”، الذي يُعتبر أكبر موسوعة طبية في عصره. تجدر الإشارة إلى أنه قام بكتابة أطروحات حول أمراض العين، والنظام الغذائي، وتعليقات على المؤلفات الطبية لكل من أبقراط، وابن سينا، وحُنَين بن إسحاق.
توفي ابن النفيس يوم الجمعة، السابع عشر من شهر كانون الأول عام 1288م، عن عمر يناهز الثمانين عامًا. ويُذكر أنه عانى في الأيام الستة الأخيرة من حياته من مرض شديد، وقد حاول الأطباء معالجته بالخمر، لكنه أبعده عن فمه، مع تحمل آلام المرض. وكان يقول: “لا أُلاقي الله تعالى وفي جوفي شيء من الخمر”، وبعد ذلك، لم يمض وقت طويل على مرضه حتى توفي.
أحدث التعليقات