تُشير بعض الروايات إلى أن الخضر -عليه السلام- هو ابن آدم -عليه السلام- من صلبه، بينما تذهب روايات أخرى إلى أنه بلياء بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح -عليهم السلام-. وقد عاش الخضر في نفس الفترة التي سبق فيها إبراهيم الخليل -عليهم السلام-، ويقال إن سبب تسميته بالخضر يعود إلى جلوسه على أرضٍ بيضاء اهتزت من تحت جسده، فتبدلت إلى خضرة نضرة، لذا عُرف بالخضر، وكان يُكنّى بأبي العباس.
أكّد أهل العلم أن الخضر -عليه السلام- نبيٌّ من أنبياء الله -تعالى-. وقد أورد الله -تعالى- تفاصيل جزء من قصته مع نبي الله موسى -عليه السلام- في القرآن الكريم. بدأت الأحداث عندما كان موسى يعظ بني إسرائيل ويلقي عليهم تعاليم دينهم، فسأله أحد أفراد قومه إذا كان هناك من هو أعلم منه، فأجابه موسى -عليه السلام- بالنفي. لكن الله -تعالى- أوحى إليه أن هناك من هو أعلم منه، وأخبره أن الخضر يعيش عند مجمع البحرين، فاستعد موسى -عليه السلام- للرحلة لالتقائه.
حدد الله -تعالى- علامةً لقائه بالخضر تتمثل في إحياء الحوت وعودته إلى البحر. وعندما ظهرت العلامة، التقى موسى برجلٍ أدرك أنه الخضر. طلب منه موسى -عليه السلام- أن يعلّمه مما علّمه الله -تعالى-، ومن هنا بدأت قصة الرحلة بين موسى والخضر التي ذُكرت في سورة الكهف. خلال الرحلة، استقلّا سفينةً، وفيها قام الخضر بخرقها مما جعل موسى يتعجب وينكر تصرفه. ثم صادفا غلامًا فقتله الخضر، مما زاد من دهشة موسى واستنكاره. بعد ذلك، مرّا بقريةٍ بخيلةٍ، حيث نفد غذاؤهما، فرفض أهل القرية إطعامهما. وفي نهاية المطاف، وجد الخضر جدارًا سيهدم في تلك القرية، فقام بإصلاحه. كل هذه الأحداث جعلت نبيّ الله موسى في حالة من التعجب، حيث كان لا يفهم مغزى أفعال الخضر إلا إذا كان الله -تعالى- قد أعلمه بذلك.
أحدث التعليقات