القرد هو حيوان ثدي ينتمي إلى رتبة الرئيسيات، والتي تُعتبر من أكثر رتب الثدييات تطورًا وفقًا لتصنيفات العلماء. ويتميز القرد بذكائه الفائق وقدرته على التكيف مع مختلف البيئات، بغض النظر عن طبيعتها الجغرافية والمناخية.
يوجد في العالم أكثر من مئتين نوع من القرود، التي تختلف في أحجامها وأنماط حياتها وفقًا للسلالة التي تنتمي إليها. وتنتشر هذه الأنواع في الغابات والمناطق الاستوائية في جنوب ووسط أمريكا، بالإضافة إلى دول مثل رواندا، الكاميرون، وأوغندا. كما تتواجد بكثرة في أفريقيا وآسيا.
تتخذ بعض سلالات القرود من قمم الأشجار موطنًا لها، في حين تعيش سلالات أخرى في الشقوق الصخرية أو في المناطق الصحراوية، كما هو الحال في صحارى الخليج العربي حيث تكثر قرود البابون.
تعيش القرود في مجتمعات تعزز من الروابط الاجتماعية بينها، حيث تفضل العيش في جماعات وتبتعد عن العزلة، وعلى الدوام تتواجد مع بعضها البعض تحت قيادة زعيم قوي يُدير شؤون المجموعة ويعمل على حمايتها من أي هجوم مفاجئ.
تتفاوت أحجام القرود بشكل ملحوظ حسب نوع السلالة. أصغر نوع يُسمى “المرموص”، الذي يمتاز بكثافة شعره وحدّة نظره، حيث يكسو جسمه اللونان الرمادي والأبيض، ويبلغ طوله بدون ذيله حوالي خمسة عشر سنتيمترًا فقط. ومن ناحية أخرى، يُعتبر قرد الغوريلا أكبر الأنواع، حيث يبلغ طوله أكثر من مترين ووزنه حوالي مئتين وخمسة وسبعين كيلوغراماً.
يُعتَبَر القرد من أقرب الكائنات الحية شبهاً بالإنسان، فقد أشار العالم داروين في نظريته المعروفة بارتقاء الأنواع إلى أن الإنسان نشأ من قرد، وتطوّر عبر الزمن ليتكيّف مع البيئة المحيطة به. نحن لا نتناول هنا صحة أو عدم صحة نظرية داروين، إلا أنه من المؤكد أن القرد من أكثر الحيوانات ذكاءً وقدرةً على الفهم والتقليد، ويشترك مع الإنسان في العديد من الصفات الجينية والوراثية، بما في ذلك التركيبة الجينية (DNA)، بالإضافة إلى تعرضهما لأمراض معدية تُسببها الجراثيم، مثل مرض البلهارسيا.
تتغذى القرود على أوراق الأشجار، الفواكه، الحبوب، البيض وبعض أنواع الحشرات والعناكب. كما تمتاز بعض القرود المدربة بقدرتها على تناول أي طعام مطبوخ يُقدّم لها بشغف.
يتزاوج القرد البالغ عادةً مع أنثى واحدة، ولكنه لوحظت بعض السلوكيات لدى عدة أنواع من القرود التي تتزاوج مع أكثر من أنثى لأغراض المتعة والتخلص من الضغوطات اليومية. ورغم هذه السلوكيات، تحاول تلك القرود إخفاء علاقاتها المتعددة خوفًا من العقوبات التي قد تفرضها عليها القبيلة، مثل الطرد أو التوبيخ.
تبلغ فترة حمل أنثى القرد حوالي مئة وأربعين يومًا، في حين أن أنثى الغوريلا تحمل لمدة مئة وتسعة وسبعين يومًا، وبعدها تضع مولودًا معروفًا باسم “بالغشة” الذي يبقى مترابطًا مع والدته حتى عمر السنة، ويعيش وسط جماعته تحت حماية والديه حتى يصبح قردًا بالغًا.
أحدث التعليقات