الثعلب (بالإنجليزية: Fox) هو من عائلة الكلبيات (بالإنجليزية: Canidae)، ويتميز بشكله الفريد حيث يمتلك خطماً ضيقاً، أذنين مدببتين، وذيل كثيف الفرو. يتراوح حجمه بين الكلاب الصّغيرة والمتوسطة. يُعرف صغير الثعلب، أو جروه، باسم “الهِجرِس” أو “التُتْفُل”. بالإضافة إلى ذلك، يُطلق على صغير الثعلب باللغة الإنجليزية عدة أسماء مثل kit وpup وcub.
تجدر الإشارة إلى أن طول الجراء عند الولادة يتراوح حوالي 10 سم، وتزن نحو 100 غرام، وتكون صماء وعمياء، مما يجعلها تعتمد بشكل كامل على الأم للحصول على الغذاء والدفء.
عادةً ما تتزاوج الثعالب بين نهاية كانون الأول وبداية آذار، حيث يختلف الوقت المحدد حسب النوع وموطن الثعالب. تلد الإناث عادةً حوالي 6 جراء في كل مرة، وذلك في شهري آذار أو نيسان بعد فترة حمل تدوم بين 7 و8 أسابيع. تُولد الجراء في جحور تحت الأرض، مبطنة بالعشب والأوراق لإنشاء فراش ناعم ودافئ، وتوزع الجراء على عدة أوكار لحمايتها.
خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، تبقى الأم، المعروفة باسم “vixen”، مع صغارها في الجحر للاعتناء بهم وحمايتهم، بينما يقوم الذكر بتوفير الطعام. بعد ذلك، يشارك كل من الأب والأم وأشقاء الجراء الأكبر سناً في رعايتهم وتغذيتهم.
مع تقدم الجراء في العمر، تبدأ بالمشاغبة فيما بينها، وتنقض على الحشرات والأوراق، وهو سلوك يمثل اللعب والتدريب على الصيد في نفس الوقت. يشجع الأهل هذا السلوك عبر إحضار فئران حية لتتدرب الجراء على صيدها.
في أواخر شهر نيسان، تبدأ الجراء بالخروج من الجحور عندما تبدأ بتناول الطعام. يمكن العثور على آثار مثل بقايا الطعام والفضلات، بالإضافة إلى النباتات المسطحة نتيجة اللهو، فضلاً عن الروائح الناتجة عن الطعام المتعفن وأسراب الذباب.
في شهر أيار، تزداد حيوية الجراء، حيث تبدأ في استكشاف المناطق المجاورة، خاصة في فترتي الفجر والغسق. وفي هذه الفترة، يستمر الآباء في الصيد ليلاً لإطعام الجراء.
مع دخول شهر حزيران وارتفاع درجة الحرارة، تترك الجراء الجحور وتقضي نهارها مستلقية بين النباتات وأكوام الأنقاض في انتظار طعام الآباء. خلال هذه الفترة، تبدأ الثعالب البالغة في فقدان الوزن وتساقط الفراء، وعندما تبلغ الجراء عمر ثلاثة أشهر، يُمتنع الآباء عن إطعامها بل تتنافس معهم على الطعام.
تبدأ الجراء بالرضاعة من الأم لمدة أربعة أسابيع ثم تُفطم تدريجياً حتى تصل إلى الأسبوع السابع، بينما يمكن لبعض الجراء الاستمرار في الرضاعة حتى الأسبوع الرابع عشر.
عند بلوغ الأسبوع الرابع، تبدأ الجراء بصيد الحشرات والديدان، وتستكمل غذاءها بتناول الطيور والثدييات التي يصطادها الوالدان، حيث تحتاج الجراء إلى طاقة كبيرة في هذه المرحلة. تتغذى الثعالب البالغة التي ترعى الجراء على الفرائس الصغيرة مثل الفئران، مما يجعلها تبدو نحيلة.
يتعاون الأبوان في رعاية الجراء مع مساعدة من أفراد آخرين يعرفون بالمساعدين (بالإنجليزية: Helpers)، وهم غالباً من الأخوة الأكبر سنًا الذين بلغوا مرحلة النضج ولكنهم اختاروا البقاء لرعاية إخوتهم الصغار بدلاً من البحث عن أراضٍ خاصة بهم.
تساهم جميع الثعالب في تغذية الجراء بمستويات متفاوتة؛ حيث تميل الذكور عادةً لجلب كميات أكبر من الطعام مقارنة بالإناث. بشكل عام، لا تؤثر عدد المجموعة على عدد الجراء التي تولد، كما أن وجود المساعدين لا يزيد من فرص بقاء الجراء، بل يخفض فقط الجهد المبذول من قبل الوالدين لجلب الطعام.
يظهر الجراء حماساً شديداً عند عودة الكبار محملين بالطعام، فيندفعون تجاههم مع الحفاظ على أجسامهم قريبة من الأرض، يهزون ذيولهم ويصدرون أصواتًا منخفضة. بعدها، يبدأون بالتشاجرات والتنافس على الفريسة، حيث ينحنون ويتجهون برؤوسهم نحو الأسفل، مما يساعدهم على قطع جلد الفريسة، وهي مهارة مهمة بالنسبة لهم نظرًا لضعف أسنانهم في هذا العمر.
مع حلول شهر تموز، تبدأ الجراء في صيد فرائسها بشكل مستقل، حيث تتجه في البداية نحو الفرائس السهلة، مثل الحشرات والديدان، حتى تطور مهاراتها في الصيد، مما يؤدي بها أحيانًا إلى المنافسة مع الكبار على الفريسة، مما قد ينتهي أحيانًا بموتهن.
تظهر الثعالب نمطًا هرمونيًا ينظم العلاقة بين أفراد المجموعة، حيث يتواجد مجموعة مسيطرة وأخرى خاضعة. تعبر الثعالب عن خضوعها للفرد المسيطر من خلال اتخاذ وضعية الاستكانة أو الانحناء على ظهرها أمامه.
يتم تأسيس الهيمنة بين الجراء قبل خروجها الأول من جحورها، وغالبًا ما يؤدي الصراع العنيف بين الأخوة إلى وفاة حوالي 20% من الجراء، مما يجعلها فريسة للجراء التي تنتصر. ومن الملاحظ أن وتيرة الشجارات تنخفض عندما يترسخ التسلسل الهرمي فيما بينهم، وعادة ما يحدث ذلك عند بلوغ الجراء الأسبوع السابع أو الثامن من حياتها.
تستفيد الجراء المسيطرة من مزايا خاصة، مثل الحصول على فرص أكبر للوصول إلى الطعام، مما يعزز من سرعتها في النمو ويجعلها تبدو أكبر من الجراء الخاضعة بحوالي أربعة أسابيع. كما تحصل على قبول أكبر داخل المجموعة، مما يقلل من احتمالية طردها في فصل الخريف.
من الجدير بالذكر أن الجراء تتشاجر فيما بينها عندما تكبر، حيث تقف على أرجلها الخلفية وتحاول دفع خصمها بأقدامها الأمامية لإظهار قوتها. غالبًا ما تُطارد الخاسر، وقد تتعرض للعض في منطقة الفخذ أو قاعدة الذيل.
أحدث التعليقات