إن اسم الله الخالق يُشير إلى القدرة الإلهية في إبداع الخلق بدون وجود أي نموذجٍ سابق له. لقد ورد اسم الله الخالق في القرآن الكريم ثماني مرات بصورة مفردة، بينما ورد اسم الخلّاق مرتين. من الضروري التنويه إلى أن خلق الله تعالى كان مدروساً بعناية، متضمناً علمًا دقيقًا بالزمان والحكمة اللازمة لذلك. ويجب على المسلم الإيمان بأن الله تعالى هو الخالق الأوحد، وكل ما سواه هو مخلوق. وتؤكد العقيدة الإسلامية أن جميع المخلوقات كانت غير موجودة قبل أن يخلقها الله تعالى. إن خلق الله عظيم بدرجة لا يمكن لأي كائن آخر تقليده أو حتى مقاربته، لهذا السبب حظر الله تعالى التصوير للذوات الحية، لما في ذلك من محاولة لمضاهاة خلق الله. لقد أُوجدت المخلوقات بغاية سامية، وكان خلقها يتجاوز العبث.
التأمل يعني استغلال العقل للاستنباط من معاني ودلالات الآيات الشرعية والكونية، من خلال الملاحظة والتدبر في النظام المثالي والجمال العظيم، واستخلاص الحكمة والدروس من كل ذلك. الله تعالى دعا الكفار والمشركين للتفكر في خلق السماوات والأرض لكي يعرفوا وحدانيته، ويعترفوا بأحقية الحمد والشكر له، وضرورة إخلاص العبادة والخضوع له. من مجالات التأمل في خلق الله تبرز المعالم العظيمة مثل الجبال، والأنهار، والأشجار، والسهول، بالإضافة إلى الجمال الطبيعي بكل تجلياته، إلى جانب الشمس والقمر ودورانهما المنتظم دون أي اختلال.
خلق الله تعالى الإنسان على مراحل متعددة، تم توضيحها في القرآن الكريم. كانت المرحلة الأولى هي مرحلة التراب، تلتها مرحلة الطين، ثم الحمأ المسنون (الطين الأسود)، تلتها مرحلة الصلصال، ثم التسوية، وأخيرًا مرحلة النفخ. ومن خلال النفخ يتحقق وجود الإنسان العاقل المفكر. من الجدير بالذكر أن خلق آدم عليه السلام قد مر بمراحل مشابهة، على الرغم من أن الله تعالى قادر على خلقه في لحظة واحدة.
أحدث التعليقات