كان من سنن النبي صلى الله عليه وسلم الاكتحال في العينين، وهو ما يضفي جمالًا وزينة، إضافةً إلى فوائده العديدة التي تعود على صحة العينين والرموش. وكان اسم الكحل الذي استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم هو “الإثمد”. وقد وردت في ذلك العديد من الأحاديث النبوية، منها:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتحل في كل عين ثلاث مرات، وقد أُخبر أن لديه مُكحلة يكتحل منها ثلاثًا في كل عين. وكان يُفضل الاكتحال بشكل وتري: (من اكتحل فليوتر).
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بالعين اليمنى ثم اليسرى، وذلك نظرًا لزيادة التبرك والتيمن كما جاء في الحديث: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره وترجله وتنعله). وقد رُوي أنه عليه الصلاة والسلام كان يكتحل كل ليلة.
الإثمد هو حجر معروف بلونه الأسود المائل إلى الحمرة، يأتي أساسًا من مناطق الحجاز، وأجوده يُستخرج من أصبهان. وقد ذُكرت في الأحاديث الشريفة عدة فوائد للاكتحال بالإثمد، ومنها جلاء البصر وزيادة وضوح الرؤية، وكذلك تنشيط نمو الشعر: (يجلو البصر وينبت الشعر)، كما يُعتبر مُطهّرًا للأوساخ العالقة في العين: (فإنه مذهب للقذى ومُنبِت للشعر ومصفٍ للبصر).
وقد ذكر ابن القيم في كتاب “الطب النبوي” فوائد الإثمد حيث قال: “وفي الكحل حفظٌ لصحة العين وقوةٌ للرؤية، وجلاء لها، وتلطيف للمادة الرديئة، واستخراج لها مع الزينة في بعض أنواعه، وله عند النوم ميزة إضافية من حيث احتوائه على الكحل وسكون العين بعده عن الحركة المضرة، وخدمات الطبيعة لها، وله خصوصيات مميزة للإثمد”.
وأفاد ابن القيم في كتاب “زاد المعاد” بخصوص فوائد الإثمد قائلاً: “ينفع العين، ويقويها، ويشد أعصابها، ويحفظ صحتها، ويعمل على إزالة اللحم الزائد في القروح، ويعالجها، وينظف أوساخها، ويُجليها، ويُخفف الصداع عند الاكتحال به مع العسل المائي الخفيف، وإذا دُقّ وخلط ببعض الشحوم الطرية يمكن استخدامه كمرهم لعلاج الحروق مما يمنع تشكّل القشور المزعجة”.
ومن الفوائد الطبية المعاصرة التي تم الحديث عنها تشمل ما يلي:
أحدث التعليقات