يشير ابن كثير والقاضي عياض إلى أن الشفاء، أم عبد الرحمن بن عوف، هي القابلة التي شهدت ولادة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-. وقد وُلِد النبي -عليه الصلاة والسلام- في التاسع أو الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل، وهو العام الذي حفظ الله -تعالى- فيه بيته من اعتداء أبرهة وجيشه. وقد ذُكر أن أم النبي -صلى الله عليه وسلم- رأت رؤيا غريبة في ليلة ولادته، حيث خرج من بطنها نور أضاء قصور الشام، مما يُعَدّ إشارة إلى قدوم النور الذي سيهتدي به الناس ويدحضوا الشرك بإذن الله.
تلقى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرضاعة من عدة مرضعات، ولديه أيضا إخوة من الرضاعة. كما احتضنه حاضنة خلال طفولته، وفيما يلي تفاصيل حول ذلك:
وُلد النبي -صلى الله عليه وسلّم- يتيماً، حيث أظهر جده، عبد المطّلب، اهتماماً خاصاً برعايته. ولتعزيز صحته وقوته، أرسله إلى البادية ليتربى هناك، حيث استأجر له حليمة السعديّة كمرضعه ومربية له. وعندما بلغ النبي -عليه السلام- أربع سنوات، وقع حادث شق الصدر الذي خلق قلقاً لدى السيدة حليمة، فقررت إعادته إلى والدته حرصاً على سلامته. وبعد وفاة والدته، عاد إلى كنف جدّه الذي قام برعايته مجدداً، لكن هذه الرعاية لم تدم طويلاً حيث توفي الجد بعد عامين تقريباً من وفاة الأم. بعدها كفله عمّه أبو طالب، الذي استمر في رعايته حتى شبّ النبي -عليه السلام-. ورغم عدم إسلام أبو طالب، إلا أنه حرص على دعم النبي ورعايته خلال فترة بعثته.
أحدث التعليقات