أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس اليماني، وينتمي إلى قبيلة دوس، التي تتصل بنسبها إلى دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث. تُعد قبيلة الأزد، التي ينتمي إليها، واحدة من أشهر وأعظم القبائل العربية، وتعود جذورها إلى ابن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان، وهي من القبائل القحطانية. في الجاهلية، كان يُعرف باسم عبد شمس، لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم غيّر اسمه إلى عبد الرحمن بعد إسلامه.
أما والدته، فهي ميمونة بنت صخر، أو كما ذُكر أحياناً أميمة. اشتهر بلقب أبو هريرة حتى أصبحت تلك الكنية معروفة أكثر من اسمه الشخصي. وقد روى أنه عثر على هرة وحملها في كمّه، بينما يُقال أيضًا إنه وجد هراة وحشية وأخذ أبناءها، مما أدى إلى تسمية أبيه له بـ “أبي هريرة”. وقد جاء في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، “لا تُكنُّوني أبا هريرة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا هرٍ، والذكر خيرٌ من الأنثى”.
هناك روايات تشير إلى أن اسمه قد يكون سَكين، وهنالك نحو ثلاثين قولاً حول اسمه، من بينها يزيد بن عرقة، وسكين بن صخر. بالنسبة للاسم الذي ورد بمفرده دون اسم الأب، فإن هناك خمس روايات، ويُذكر عن تقِيّ الدين القُشَيْرِي أن أغلب أهل الحديث يؤكدون أن اسمه عبد الرحمن بن صخر.
قام الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- بعدة أدوار أساسية في الإسلام، نذكر منها:
كما شارك في فتح إرمينية وجُرجان، ووصل بجيوش المسلمين إلى نهر بلنجر أو نهر الفولجا في موسكو، وكان له دور في الحملات إلى بلاد السند والهند. في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولاه أميراً على البحرين، حيث كان الخلفاء الأمويون يعتمدون عليه ويستخلفونه في غيابهم.
ظل أبو هريرة رضي الله عنه ملازماً للنبي صلى الله عليه وسلم في جميع تنقلاته، سواء في الحضر أو السفر، وكان من أهل الصفة، حيث استمر في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم حباً وتقديراً له. لم يغادره إلا عندما بعثه إلى البحرين، وكان يحرص على سماع الحديث واتباعه. شهد النبي صلى الله عليه وسلم حرصه هذا، فكان يحدثه كثيراً، مما جعله من أكثر الصحابة رواية للحديث حيث روى أكثر من سبعة آلاف حديث. وجاء عنه أنه قال: “كنت أبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم لا أفارقه، وأكتفي من الأكل بما يشبعني”.
______________________________________________
الهامش
* أهل الصُّفة: هم فقراء المسلمين الذين لم تكن لهم منازل، وكانوا يتجمعون في مكان مظلل في المسجد النبوي يسمى الصُّفة.
أحدث التعليقات