تُعتبر الديمقراطية غير المباشرة نوعًا من أنظمة الحكم الديمقراطية، حيث يقوم المواطنون (الناخبون) باختيار ممثلين عنهم يتولون مهمة وضع القوانين الحكومية بدلاً عنهم. يُشار إلى هذه الصورة من الديمقراطية أيضًا باسم الديمقراطية التمثيلية.
في إطار الديمقراطية المباشرة، يمكن للمواطنين أن يصوتوا بشكل مباشر على القرارات الحكومية، بينما في الديمقراطية غير المباشرة، يُقتصر حق التصويت على اختيار ممثلين يقومون بالتصويت بدلاً منهم. يُعد هذا النظام فعالًا عندما يتمثل مسؤول منتخب واحد رغبات مجموعة كبيرة من الناس، مما يساعد في تقليل الوقت والموارد المالية التي يمكن استخدامها في تلبية احتياجات الشعب العامة.
ومع ذلك، تصبح تلك الديمقراطية غير فعالة إذا تطورت الحكومات الناتجة عنها إلى بيروقراطيات ضخمة، تُعرف بأنها بطيئة في اتخاذ القرارات، خصوصًا في القضايا الهامة.
تتضمن الديمقراطية غير المباشرة عددًا من المزايا، منها:
تمكّن هذه الديمقراطية الناس من اختيار من يمثلهم في المجالات السياسية المختلفة، مما يضمن أن صوت الشعب يُسمع من قبل الجهات الحكومية. إذا لم يلبِ الممثلون رغبات الشعب، يمكن استبدالهم في الانتخابات القادمة.
عندما يثق المواطنون في ممثليهم وقراراتهم الحكومية، تزداد رغبتهم في المشاركة في العملية الانتخابية لتحقيق أهدافهم، وإيصال آرائهم في القضايا التي تهمهم.
رغم وجود مزايا عديدة، إلا أن هناك بعض العيوب المرتبطة بالديمقراطية غير المباشرة، مثل:
غالبًا ما لا تعكس أصوات الممثلين آراء الشعب واختياراتهم، إذ لا يتعين على الممثلين الالتزام بالتصويت وفق ما يريده المواطنون. لا يمكن للشعب سوى المطالبة بإعادة الانتخابات أو الانتظار حتى الدورة الانتخابية المقبلة لتحقيق التغيير.
قد يتجه الممثلون إلى الانحراف عن مواقفهم لتحقيق مكاسب سياسية أثناء وجودهم في مناصبهم، بالإضافة إلى استغلال نفوذهم لتحقيق مصالحهم الشخصية.
تُعتبر غالبية دول العالم معتمدة على الديمقراطية غير المباشرة. وفقًا لمجلة الخبير الاقتصادي (The Economist)، هناك 110 دول حول العالم تعتمد هذا النظام، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة، هولندا، ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
يمكن تصنيف الديمقراطية غير المباشرة إلى شكلين رئيسيين، هما:
ظهرت الديمقراطية غير المباشرة في السبعينيات من القرن الثامن عشر، حيث قام جاكوبين بيير فرانسوا جوزيف روبرت بتقديم أطروحة في فرنسا عام 1793، أكد فيها أن الدولة ليست ديمقراطية بحتة، بل هي ديمقراطية غير مباشرة.
أحدث التعليقات