تُعد الحياة في أعماق البحار من أكثر البيئات تحديًا، حيث تكتنفها ظروف قاسية تحد من قدرة العديد من الكائنات الحية على البقاء. ومع ذلك، تتمتع بعض الكائنات بقدرة فائقة على التأقلم مع هذه الظروف البيئية القاسية.
البيئة البحرية العميقة
- يقدر العلماء أن أعماق البحار تبدأ من مسافة 200 متر تحت سطح البحر، وهذا ينطبق على المحيطات.
- تواجه الحياة في أعماق البحار العديد من التحديات التي تشمل:
- انخفاض ملحوظ في درجة حرارة المياه، حيث لا تتجاوز 5 درجات مئوية، وذلك نتيجة لعدم وصول أشعة الشمس إلى هذه الأعماق.
- زيادة الضغط الجوي الذي يصل إلى ضعف الضغط القائم على سطح البحر.
- عدم وجود ضوء متاح بسبب عدم وصول أشعة الشمس.
- نقص نسبة الأكسجين الذائب في الماء.
- بسبب هذه التحديات، لا تعيش سوى حوالي 25% من الكائنات الحية في أعماق البحار، ويتمكن العلماء من الوصول إلى ما يقرب من 9% منها فقط، لذا يبقى الكثير منها مجهولًا.
- كان من الصعب في السابق دراسة الحياة في أعماق البحار، وذلك بسبب عدم توفر التقنيات اللازمة لنزول الإنسان إلى واحدة من أكثر البيئات تحديًا.
- بحلول القرن التاسع عشر، بدأت بعثات علمية أوروبية في استكشاف أعماق البحار للتحقق من الكائنات القادرة على التكيف مع هذه الظروف.
كما يمكنكم الاطلاع على:
تأقلم الكائنات الحية مع ندرة الغذاء
- أظهرت الدراسات أن الكائنات الحية التي تعيش في أعماق البحار تمتلك خصائص فريدة تمكنها من التأقلم.
- على سبيل المثال، تعيش ديدان البلوط على عمق 2700 متر في المحيط الأطلسي، حيث تمتاز بقدرات خاصة تسهل لها استهلاك أي نوع من المواد الغذائية.
- تمتلك لسانًا طويلاً يساعدها على اقتناص الطعام من مسافات بعيدة، إضافة إلى أسنان وأنياب قوية لتتمكن من تفتيت الأطعمة.
- كذلك يتميز الطعام بوجود فم كبير يمكنه من سحق ما يتناولوه لضمان البقاء.
التكيف مع الظلام الدامس
تتمتع هذه الكائنات بميزات تجعلها قادرة على العيش في الظلام التام، ومن هذه الميزات:
- بعض الكائنات تمتلك عيونًا كبيرة تسمح لها بتجميع كمية ضئيلة من الضوء، مثل سمكة الحدادة.
- توجد أسماك تعتمد على حاسة الشم واللمس بدلاً من الضوء كوسيلة لتوجيهها.
- بعض الكائنات قادرة على إصدار ضوء من أجسامها، وهو ما يعرف بالتلألؤ البيولوجي كما هو الحال في سمكة الفانوس التي تُصدر ضوءًا لمساعدتها في رؤية محيطها.
- تستخدم كائنات أخرى هذه الإضاءة لخلق تفاعلات اجتماعية مع كائنات من نفس النوع.
- هناك أسماك تُصدر ضوءًا لجذب الفريسة أثناء عملية الصيد.
- بعض الأنواع تُخرج ضوءًا عند شعورها بالخطر نتيجة وجود أسماك مفترسة.
- بعض الأسماك تُصدر ضوءًا يشبه أشعة الشمس للتمويه وحماية نفسها من المفترسين.
التكيف مع الضغط العالي
- تستطيع بعض الكائنات العيش في أعماق البحار والتكيف مع الضغط المرتفع بفضل تكوين أجسادها.
- معظم مكونات جسم هذه الكائنات هي من الماء، الذي لا يتأثر بالضغط.
- كما تفتقر إلى الأعضاء التي تحتوي على الغازات، مثل الرئتين أو المثانة التي توجد لدى كائنات أخرى.
- بالعكس، تستطيع هذه الكائنات الاستفادة من الضغط المرتفع، الذي يؤثر على التفاعلات الكيميائية الداخلية لديها، ويساهم في عمليات التمثيل الغذائي.
- كمثال، السمكة المنتفخة هي كائن يهلامي كثافته أقل من كثافة الماء.
علاوة على ذلك نقدم لكم:
مصادر الطاقة البديلة في أعماق البحار
- تم اكتشاف فتحات حرارية في أعماق البحار تقوم بإخراج هواء شديد الحرارة، مما يرفع درجة حرارة المياه لفترات طويلة.
- تُخرج هذه الفتحات أيضًا مصدرين للطاقة هما كبريتيد الهيدروجين والميثان.
- تتحول المعادن السامة إلى طاقة عبر عملية تُعرف بالتخليق الكيميائي، يحدث ذلك عندما تخرج الصهارة من باطن الأرض وتتحول إلى قشرة جديدة بعد اختلاطها بالماء البارد.
- تخرج المعادن بفعل الضغط الزائد وتتحول إلى طاقة عندما تخرج من باطن الأرض بفعل البكتيريا الموجودة.
حجم الكائنات في أعماق البحار
- تتميز الكائنات الحية في أعماق البحار بشكل عام بأنها كبيرة الحجم، وهو ما يساعدها على التأقلم مع الظروف البيئية الصعبة.
- تزيد المياه الباردة من حجم خلايا هذه الكائنات.
- مثال على ذلك هو الحبار الضخم الذي قد يصل وزنه إلى أكثر من 680 كيلوغرام.
- هناك أيضًا كائنات تشبه الجمبري وسرطانات البحر لكن بحجم أكبر، حيث تزن حوالي 1.7 كيلوغرام وطولها يصل إلى 76 سم.
- يوجد نوع آخر من سرطان البحر يصل طوله إلى 12 متر ووزنه إلى 20 كيلوغرام.
التلوث في أعماق البحار
- لا يقتصر التلوث الناجم عن النشاط البشري على سطح المياه بل يمتد أيضًا إلى أعماق البحار.
- توجد عدة أسباب للتلوث تشمل نفايات السفن، ومخلفات الصرف الصحي، والأنشطة المتعلقة بالحفر والتعدين.
- بالإضافة إلى نفايات المصانع والشركات الكيميائية، والمعادن السامة، تسرب النفط خلال عمليات التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي.
- يؤثر هذا التلوث سلبًا على الكائنات البحرية ويشكل تهديدًا كبيرًا لاستمرار حياتها.
أحدث التعليقات