استفهام الإنكار التوبيخي
يمكن أن يتجاوز الاستفهام المعنى الأصلي المُخصص للإنكار المُوجه إلى المخاطب، حيث يتضمن هذا الإنكار جوانب قد تكون مُخالفة للأعراف الاجتماعية أو التعاليم الشرعية.
يظهر الاستفهام الإنكاري التوبيخي في حالات متعددة، والتي سنستعرضها على النحو التالي:
- إنكار للتوبيخ حول أمر قد حصل وانتهى في الماضي.
ويتجلى ذلك في الأعمال التي كان يُفترض ألا تحدث، كما في قولك لشخص ارتكب عصياناً: “أعصيت ربك؟”
- إنكار للتوبيخ حول أمر يحدث في الوقت الحالي.
يجدر ألا يقع مثل هذا الأمر، كما في قولك: “أتعصي ربك؟”، حيث تشير بكلامك إلى من يعتزم ارتكاب الفعل المنكر، بمعنى:
يجب ألا يحدث منك هذا الفعل في الحاضر أو المستقبل.
أمثلة على إنكار التوبيخ في القرآن الكريم
- قول الله -تعالى-: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم)، حيث ينكر الله على الكافرين كفرهم ويوبخهم على ذلك، وهم من كانوا أمواتاً فأحياهم الله.
- قول الله -تعالى-: (أَتَدعُونَ بَعلًا وَتَذَرُونَ أَحسَنَ الخَـالِقِینَ)، حيث ينكر الله على الكافرين عبادتهم لبعل وترك عبادة الله الذي خلقهم.
- قول الله -تعالى-: (قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)، حيث ينكر الله على الذين ادعوا أنهم مستضعفين في الأرض، مُشيراً إلى سعة أرضه.
- قول الله -تعالى- على لسان إبراهيم عليه السلام: (أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون)، إذ ينكر إبراهيم عليهم عبادة الأصنام التي صنعوها ويوبخهم على ذلك.
- قول الله -تعالى-: (أَغَيرَ اللَّـهِ تَدعونَ)، حيث ينكر الرسول على قومه توجههم بالدعاء لغير الله ويوبخهم على ذلك.
- قول الله -تعالى- على لسان إبراهيم عليه السلام: (أأفكاً آلهة دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ)، حيث يتوجه إبراهيم بسؤال إنكاري لقومه الذين اتخذوا آلهة بالافتراء والكذب.
أسلوب الاستفهام
الأسلوب الاستفهامي هو عبارة عن طلب المتحدث من المخاطب معرفة شيء لم يكن له علم به مسبقاً، حيث يسأله ليكتسب المعرفة حول ما يسأل عنه. ومن الأمثلة على ذلك أن تسأل أخاك عن موعد وصول والدك: “هل جاء أبي؟”
حيث أنك تسأل لتكتشف ما إذا كان والدك قد وصل أم لا.
يتضمن أسلوب الاستفهام أدوات معينة تُستخدم في تكوين الأسئلة، وتُقسم إلى نوعين:
- حروف، مثل: هل والهمزة.
- أسماء، مثل: مَن وما ومتى وأين وأيان وأي وكيف.
أحدث التعليقات