استشهاد سعد بن معاذ وتأثيره العظيم على عرش الرحمن

تعريف بسعد بن معاذ رضي الله عنه

سعد بن معاذ الأنصاري، أحد الصحابة الأجلاء، وهو سيد الأوس وكنيته أبو عمرو. اعتنق الإسلام بفضل مصعب بن عمير الذي قدم إلى المدينة للدعوة إلى الدين الجديد. وفي يوم الهجرة، آخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين سعد وأبو عبيدة عامر بن الجراح. شهد سعد غزوات بدر وأحد والخندق، وقد أشار النبي إلى مكانته العظيمة في الجنة، حيث قال: (أُهْدِيَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جُبَّةُ سندسٍ، وكان يَنهى عن الحريرِ، فعجبَ الناسُ منها، فقال: والذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ، لمناديلُ سعدِ بنِ معاذٍ في الجنةِ أحسنُ من هذا).

استشهاد سعد بن معاذ رضي الله عنه

تعرض سعد بن معاذ رضي الله عنه للإصابة خلال غزوة الخندق عندما أصيب في الأكحل بواسطة أحد رجال المشركين. الأكحل هو عرق في الذراع، وفي حال قطعه يمكن أن ينزف الدم بشكل مستمر. جعل النبي صلى الله عليه وسلم خيمةً لسعد ليكون تحت رعايته. وعندما انتهت الغزوة بهزيمة المشركين، جاء جبريل ليخبر النبي بضرورة التحرك نحو بني قريظة لمحاربتهم. بعد حصارهم، نزلوا على حكم النبي، وأسند الحكم إلى سعد، الذي قرر قتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وتقسيم أملاكهم. فقال له النبي: “لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سموات”. ثم دعا سعد ربه قائلاً: “اللهم إن كنت قد أبقيت من حرب قريش شيء فأبقني له، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فأفجر هذا الجرح واجعل موتي فيه”. وبالفعل، تفجر جرح سعد وأدى إلى وفاته رضي الله عنه.

اهتزاز عرش الرحمن بسبب وفاة معاذ

ورد في الحديث الصحيح أن عرش الرحمن اهتز لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه. يُذكر في بعض الروايات أن سبب الاهتزاز كان فرحاً من الله بلقاء سعد. كيفية هذا الاهتزاز تظل غير معلومة، وقد أوضح شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى أن اهتزاز العرش لا ينقص من صفات الله تعالى، سواء كان اهتزاز العرش بسبب قدوم روح سعد أو فرح الله بملاقاته. ويعتبر اهتزاز العرش من صفات العرش ككائن مخلوق، حيث قال البغوي إنه ينبغي أن يُؤخذ الحديث على ظاهره، ولا يجب نفي اهتزاز الأشياء والجمادات كما حدث عندما اهتز أحد تحت قدمي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان.

Published
Categorized as إسلاميات