يعد خبيب بن عدي رضي الله عنه من الصحابة الكرام، فهو ابن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شارك رضي الله عنه في غزوة بدر، وقد استشهد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. يُعتبر خبيب بن عدي أول صحابي يُصلب، كما أنه أول من أسس سنة الصلاة قبل موته.
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة مكونة من عشرة أشخاص في غزوة الرجيع. وقد علم بفعلهم أحد القبائل المشركة من بني هذيل، وتحديداً بنو لحيان، الذين قاموا بمتابعتهم بواسطة مائة رجل مزودين بالسهام حتى تمكنوا من محاصرتهم. عرض المحاصرون على المجاهدين الأمان ووقف القتال إذا استجابوا لشروطهم، لكن عاصم بن ثابت، وهو قائدهم، رفض النزول على شروط الكفار وقاتل حتى استشهد، بينما نزل ثلاثة منهم من بينهم خبيب بن عدي على شروط المشركين. لكنهم غدروا بهم بعد أن فكوا أوتار قسيهم وروبوا أسراهم، وقاموا بنقلهم إلى مكة حيث تمت صفقتهم هناك. اشترى خبيب بنو الحارث بن عامر، حيث كان خبيب قد قتل والدهم في معركة بدر، فقاموا بشرائه انتقاماً لأبيهم. ظل خبيب أسيراً حتى تقرر قتله، عندها طلب منهم أن يؤدي صلاة، فاستجابوا لطلبه. صلى ركعتين، وبعد انتهائه ذكر لهم: “والله لولا أن تظنون أني أطلت في الصلاة جزعاً لزدت عليها”، ثم دعا عليهم بالهلاك قائلاً: “اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً”، وعلى إثر ذلك أنشد قائلاً:
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّعِ
ثم قام عقبة بن الحارث بقتله.
ذكر أبو يوسف في كتابه “اللطائف” عن الضحاك أنه بعد استشهاد خبيب، بعث النبي صلى الله عليه وسلم المقداد والزبير لإنزاله عن الخشبة التي صُلب عليها. وعند وصولهما، وجدا حوالي أربعين رجلاً في حالة سُكر، وتمكنا من إنزاله. حمل الزبير رضي الله عنه جسد خبيب على فرسه، لكنه عندما شعر المشركون بوجودهما، خرجوا في الطلب. وعند اقترابهم، ألقى الزبير جسم خبيب على الأرض فابتلعته، ولهذا سُمي بعدها بـ “بليع الأرض”.
أحدث التعليقات