بعد وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يعتبر قائد المسلمين، أصبح من الضروري انتخاب خليفة لإدارة شؤون المسلمين. وقد قام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بالتحدث إلى الناس وعرض عليهم ترشيح اثنين من الصحابة، هما: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة الجرّاح -رضي الله عنهما-. ومع ذلك، تردد كل من عمر وأبو عبيدة في اتخاذ خطوة التقدم على أبي بكر، وطلب عمر منه أن يمد يده ليقوم هو أولاً بمبايعته. وبذلك، كانت بيعة أبي بكر بمثابة إشارة لرأيه الحكيم، وقد تم ترشيحه للخلافة لعدة أسباب، منها:
اجتمع الأنصار بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة في سقيفة بني ساعدة بالمدينة المنورة لبحث موضوع خلافة المسلمين. وفي الوقت الذي علم فيه أبو بكر وعمر بهذا الاجتماع، توجها إليهم ليجدوا أن الأنصار كانوا يسعون لتولي سعد بن عبادة -رضي الله عنه- للخلافة.
لكن أبو بكر والصحابة ناقشوهم حول هذا الأمر، موضحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى بأن تكون الإمامة في قريش. وقد أظهر الأنصار انفتاحهم على الحق ووافقوا على تولية أبي بكر أمور المسلمين، فكانت تلك البيعة خاصة، حيث حضرها فقط بعض الأنصار وبعض المهاجرين، ولم يكن أحد من آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- حاضراً بسبب انشغالهم في تشييع جنازة النبي.
كانت بيعة سقيفة بني ساعدة بمثابة بيعة أولية لترشيح أبي بكر. وفي اليوم التالي لوفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو يوم الثلاثاء، كان من المهم تجمع المسلمين جميعاً لمبايعة خليفتهم. فاجتمع الجميع في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعبروا عن مبايعتهم، وشملت هذه البيعة الرجال والنساء والمهاجرين والأنصار. وكانت مبايعة الرجال تتم بالمصافحة، بينما تعهدت النساء بالكلام فقط دون المصافحة، مما يعد بمثابة البيعة العامة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك فرقاً بين مبايعة الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم- ومبايعتهم لأبي بكر، حيث كانت إمامة النبي نبوّة موهوبة من الله -عز وجل- من خلال الوحي، في حين اختير أبو بكر من قبل أهل الحل والعقد في المجتمع الإسلامي، مما يستدعي منهم السمع والطاعة له.
أحدث التعليقات