اختلاف مفهوم العدل عن مفهوم المساواة

الفرق بين العدل والمساواة

يُعَدُّ كل من العدل والمساواة مفهومان مهمّان يرتبطان ببعضهما، إلا أن العدل لا يعني دائماً التقسيم بالتساوي بين الأطراف في مختلف القضايا. فالعدل يشير إلى الحياد في المعاملة وفقاً للمعايير المعمول بها. من خلال ذلك، عندما تتشابه حقوق الطرفين المتنازعين، يجب تحقيق المساواة بشكل عادل بينهما، بينما في حالة تباين الحقوق، يحصل كل طرف على ما يستحقه بالضبط، حتى وإن كانت النتائج غير متكافئة.

رأى أرسطو، من وجهة نظره، أن العدل يتمثل في معاملة الأفراد بناءً على التناسب في توزيع الحقوق وفقاً للقانون. حيث يمكن لأحد الأطراف أن يحصل على ما لا يستحقه إذا تم تطبيق قاعدة المساواة ذاتها في توزيع الحقوق. وعليه، يمكن القول إن العدل والمساواة مفهومان مرتبطان ولكنهما مختلفان، حيث يتحقق مفهوم المساواة متى ما تم تطبيق العدل بين الأفراد، على الرغم من اختلاف معنى المساواة والإنصاف في سياق العدالة.

ما هي المساواة؟

تعرف الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المساواة بأنها توفير فرص متساوية لأفراد المجتمع، مما يمكّنهم من الاستفادة القصوى من مهاراتهم وحياتهم. فالجميع يجب أن يحظى بفرص متساوية في المعاملة والدعم، بغض النظر عن أعراقهم أو أنسابهم أو معتقداتهم أو حالتهم الجسدية، مثل الإعاقة. يُشتق مصطلح المساواة (بالإنجليزية: Equity) من الجذور اللاتينية القديمة، ومنها: “Aequalis”، و”Aequus”، و”Aequalitas”.

ما هو العدل؟

العدل يُعرّف بأنه الالتزام بسيادة القانون وإيقاف التعسف من خلال تحقيق المساواة في المجتمع عبر رد الحقوق وتوفير الحريات والفرص لجميع أفراده. يُعتبر العدل هدفًا تسعى المجتمعات لتحقيقه، حيث يوفر القانون العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لجميع المواطنين في مختلف مجالات الحياة. والجدير بالذكر أن كلمة “عدل” مشتقة من الكلمة اللاتينية “Jungere” التي تعني الربط والتنظيم الذي يحرص الجميع على اتباعه للحفاظ على حقوق الإنسان بطريقة ترضي الجميع.

السمات الأساسية للعدالة

تتميز العدالة بمجموعة من الخصائص، منها:

  • تتعلق العدالة بعلاقات الأفراد ببعضهم في المجتمع.
  • تعتمد العدالة على العادات والتقاليد السائدة في المجتمع.
  • تشمل العدالة كافة جوانب السلوك البشري، ويتم تحقيق ذلك من خلال وضع القوانين وإنشاء الأنظمة القضائية.
  • تهدف العدالة إلى توزيع الحقوق والفرص بشكل عادل ومتساوي بين الجميع.
  • ترتكب المسؤولية عن العدالة من خلال التوازن بين المصالح الفردية والمجتمعية.
  • ترتبط العدالة ارتباطاً وثيقاً بقيم أساسية أخرى، مثل: الحرية، والمساواة، والملكية.
  • تقوم العدالة على مبدأ التوازن في العلاقات الإنسانية، مما يضمن لكل فرد الحصول على حقوقه أو مواجهة العقوبات في حالة الإخلال بالقوانين.
  • تتعدد أبعاد العدالة لتشمل العدالة الاجتماعية، والعدالة الاقتصادية، والعدالة السياسية، والعدالة القانونية.

أنواع العدالة

تتعدد أنواع العدالة، وهي كما يلي:

  • العدالة التوزيعية: تُشير إلى التوزيع العادل للموارد بين الأفراد، سواء كانت سلعاً أو منافع أخرى، حيث تعتمد العدالة التوزيعية على مبدأ المساواة في النظام الاجتماعي.
  • العدالة الإجرائية: تركز هذه النوعية من العدالة على اتخاذ إجراءات عادلة لتحقيق توزيع منصف بين الأفراد.
  • العدالة الإصلاحية: تُعنى هذه العدالة بالتركيز على الجرائم من خلال تسليط الضوء على الضحية والجاني وتحقيق الإصلاح بينهما، سواء من خلال الاعتذار أو تعويض المتضرر مع ندم الجاني، وتعرف أيضاً بالعدالة التصحيحية.
  • العدالة الجزائية: تُعرف أيضاً بالعدالة الرجعية، وتهدف إلى إقرار العقوبات العادلة لردع الجناة عن تكرار الجرائم، بحيث يتم تجنب الانتقام بتعويض الضحايا عبر المسارات القانونية.

العدالة الاجتماعية

تُعرّف العدالة الاجتماعية على أنها تحقيق العدل والإنصاف بين جميع أفراد المجتمع، وتشمل العدالة في مجالات كالرعاية الصحية، والتوظيف، والسكن، وغيرها. وفيما يلي بعض المبادئ الأساسية التي تدعم العدالة الاجتماعية:

  • حقوق الإنسان.
  • المشاركة.
  • الإنصاف.
  • المساواة في العرق.
  • المساواة بين الجنسين.
Published
Categorized as معلومات عامة