يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في التمييز بين التفويض والتمكين. على الرغم من التقارب بين المفهومين، إلا أن هناك فوارق واضحة تؤثر على طريقة إدارة الأفراد. سنستعرض فيما يلي الفروقات بينهما:
تختلف دلالات التفويض عن دلالات التمكين. وفيما يلي توضيح لكل منهما:
يمثل التفويض أسلوباً من أساليب إدارة القوى العاملة، يتم من خلاله توزيع المهام وفقاً لمهارات الأفراد. يتضمن ذلك تحديد ما يمكن للموظف القيام به، وحدود مسؤولياته، بالإضافة إلى الموارد والصلاحيات المخصصة له لأداء وظائفه.
يشمل التفويض منح الصلاحيات لشخص معين ليكون مسؤولاً عن مجموعة معينة من الأفراد، لكن يبقى نطاق صلاحياته محدداً بالخطوط المرسومة من قبل الإدارة العليا. وبالتالي، فإن التفويض يُنتج موظفين يعملون وفق طرق محددة وليس لديهم حرية تجاوز تلك الحدود.
التمكين يشير إلى تعزيز قدرات الأفراد في المشاركة والتأثير واتخاذ القرار في مهامهم. لغوياً، يعني التمكين تعزيز القوة والقدرات.
بمعناه الاصطلاحي، يُعرف التمكين بأنه العملية التي تُعطي الأفراد أو المؤسسات القوة والسلطة للمشاركة في صنع القرار، مما يسهم في زيادة فعالية هؤلاء الأفراد في أدوارهم. يكون التمكين مسؤولية كبيرة، حيث يُدرب الأفراد ليصبحوا قادة قادرين على اتخاذ القرارات وتنفيذ الخطط بشكل مستقل، بدلاً من أن يكونوا مجرد تابعين.
يمكن التمييز بين التفويض والتمكين من خلال أنواع كل منهما كما يلي:
تتعدد أشكال التفويض، ومن أبرزها:
قد يعتقد البعض أن التمكين يقتصر على البيئات المؤسساتية فقط، لكنه يمتد إلى مجالات عديدة في الحياة. ومن أنواع التمكين ما يلي:
تظهر الفروقات بين التفويض والتمكين بصورة جلية فيما يتعلق بالمهام والمسؤوليات؛ حيث يقوم المديرون عند التفويض بتفويض المهام الروتينية التي لا تتطلب إبداعاً أو اتخاذ قرارات مصيرية. لذا، فإن نطاق التفويض ومسؤولياته تكون محدودة.
في المقابل، يعكس التمكين توسيعاً في دائرة المسؤوليات والصلاحيات الممنوحة للموظف، مع تشجيع مستمر على مساهمتهم وأفكارهم حول كيفية تنفيذ المهام، بدلاً من الالتزام فقط بالأساليب التقليدية.
تتطلب كل من عمليتي التفويض والتمكين نوعاً من الرقابة والإشراف من قبل المديرين، خاصة في بدايتهما، حيث يتوجب على المدير التأكد من قدرة الموظف على إنجاز المهام المُفوضة أو المُمكنة.
أما في المراحل اللاحقة، يميل المدراء خلال عملية التمكين إلى تقليل الرقابة والمحاسبة بعد فترة قصيرة من التأكد من كفاءة الموظف. بينما تبقى الرقابة تامة ومرتبطة بالموظف المفوض لأداء المهام.
تتطلب المهام مختلفة الأنواع الموارد والتدريب اللازم لتمكين الموظف من أدائها بكفاءة. وهذا يتوفر في كل من التفويض والتمكين، حيث يتم توفير الموارد والتدريب اللازمين.
ومع ذلك، يظهر الفرق الجوهري في نوع المدخلات المقدمة: فالتفويض يُخصص له موارد محدودة تتناسب مع المهام، وجوانب التدريب تكون أيضاً محدودة للغاية. بينما يُوفر التمكين موارد أكثر بكثير تتناسب مع تعقيد المهام، إلى جانب تدريب مكثف يُمكّن الموظف من المساهمة في اتخاذ القرار وتحسين الأداء.
أحدث التعليقات