الحيض هو الدم الطبيعي الذي يتدفق من رحم المرأة عند حدوث البلوغ، وهذه العملية تحدث بصفة طبيعية ولا تنتج عن أسباب مرضية أو ولادة. ويتمتع الحيض بمدة زمنية محددة تتفاوت من امرأة إلى أخرى.
الاستحاضة تشير إلى خروج دم نتيجة لعوامل مثل المرض، أو إلى الدم الذي يستمر في النزول بعد انتهاء فترة الحيض. يمكن أن يحدث هذا الدم إما في الوقت الذي يقترب فيه موعد الدورة الشهرية، أو بعد انتهاء الدورة، كما قد يستمر النزول بين فترتين من الحيض.
لا توجد مدة معينة لوقف خروج دم الاستحاضة، فقد روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت أبي حبيش جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله: (يا رسول الله، إنني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدَعُ الصلاة؟ فقال: لا، إنما ذلك عرق وليس بحيضة، فإذا أقبلت الحيضة، فادعي الصلاة، وإذا أدبرت، فاغسلي عنك الدم وصلي).
تختلف خصائص دم الحيض عن دم الاستحاضة بعدة جوانب، كما هو موضح أدناه:
لون دم الاستحاضة يميل إلى الأصفر وقد يكون أحمر فاتح، بينما يكون دم الحيض عادةً أحمر داكن. وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها أن امرأة مستحاضة كانت ترى ألوانًا مختلفة من الدم، فقد تكون الحمره والصفره موجودة، وكانت حينها تستخدم الطست أثناء الصلاة.
يمكن أن يختلف لون دم الحيض والاستحاضة من حيث القوة والضعف، فالأكثر كثافة يكون أسود، يليه الأحمر، ثم الأشقر، ثم الأصفر، ثم الأكدر. لذا إذا نزل دم قوي ثم تلاه دم ضعيف، فإن القوي يكون حيضًا والضعيف استحاضة.
يتميز دم الحيض بأنه سميك وغليظ، بينما دم الاستحاضة يكون أكثر رقة. قال الشافعي: “إذا كان الدم يفصل، ويتنوع بين أيام حمراء قانية وثخينة وأيام صافية إلى الصفرة أو رقيقة، فالأيام التي يرى فيها الدم الأحمر القاني والثخين تعد أيام الحيض، وأيام الدم الرقيق تصنف كأيام استحاضة”.
لا يمتلك دم الاستحاضة رائحة مميزة، كونه دمًا طبيعيًا، بينما دم الحيض له رائحة كريهة وغير مستحبة.
عند خروج دم الاستحاضة، يمكن أن يظهر تجميده، بينما دم الحيض لا يتجمد، لأنه قد تجمع في الرحم ثم تم إطلاقه في هيئة سائلة، ولا يتجمد بعد ذلك.
يخرج الدم الطبيعي من رحم المرأة بمجرد بلوغها، وفي الشريعة تتمثل هذه العملية في الحيض أو الاستحاضة أو النفاس. قد تواجه النساء صعوبة في التمييز بين الحيض والاستحاضة، نظرًا لأن لكل منهما أحكامًا خاصة في الشريعة، تختلف عن الأخرى.
خلال فترة الحيض، يُمنع على المرأة أداء الصلوات وصيام الشهر، حيث سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (لماذا تقضي المرأة الحائض الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: هل أنت حَرُورِيّة؟ قلت: لا، ولكنني أسأل. فقالت: كنا نواجه ذلك ويُطلب منا قضاء الصوم، ولكن لا يُطلب منا قضاء الصلاة.)، بينما المرأة المستحاضة تستطيع مواصلة الصلاة والصيام، فهي طاهرة وتلزم بأداء جميع الواجبات الشرعية.
أحدث التعليقات