تعتبر مقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه” واحدة من العبارات التي تستقطب اهتمام العديد من الأشخاص، وقد أجرى الكثير منهم بحثاً حول مدى صحتها كحديث نبوي. في هذا المقال، سوف نستعرض كافة التفاصيل المتعلقة بهذه المقولة.
مفهوم اتقِ شر من أحسنت إليه
- مقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه” تُعتبر من الأمثال الشعبية المعروفة بين الناس.
- تشير هذه المقولة إلى الأشخاص ذوي الطبع السيء الذين يردون فعل الخير بسلوكيات وسوء تصرفات.
- تحمل هذه المقولة دلالة على الذين ينكرون الجميل ويقابلون العطاء بالإساءة.
لا تنسَ الاطلاع على مقالنا حول:
قصة اتقِ شر من أحسنت إليه
يجهل الكثيرون وجود قصة خلف هذه المقولة الشهيرة، ولذلك سنسرد لكم تفاصيلها في الفقرات التالية:
- في إحدى القرى الصغيرة، كان هناك راعى غنم يمتلك أرضًا زراعية بسيطة.
- كان هذا الراعي يتجول في تلك الأرض عند عثوره على جرو صغير كان يرتعش من الجوع والبرد القارس.
- بعد أن وجد الراعي الجرو، قرر أن يأخذه ويخصص له شاهًا من الأغنام ليكون بمثابة أم له، حيث توفر له الحليب والحنان.
- لكن الشهور مرت وكبر الجرو ليظهر أنه كان ذئبًا، وفجأة وقعت الكارثة.
- حيث قام هذا الذئب بافتراس الشاة التي كانت تعتني به، مما يعكس معنى المقولة.
- تعكس القصة عبرة مهمة تتعلق بإساءات بعض الأشخاص الذين يُقابلون الإحسان بالنكران والسوء.
- إنها تبرز كيف يمكن للطبع السيء أن يتغلب على الأفعال الطيبة.
هل تعتبر مقولة اتقِ شر من أحسنت إليه حديث؟
- تداول العديد من الأقاويل حول كون هذه المقولة حديث نبوي، ولكن الحقيقة هي أنها ليست كذلك.
- تُعتبر هذه المقولة من الأمثال الشعبية الشائعة، بينما توجد آيات قرآنية تتناول نفس المعنى.
آيات قرآنية تتماشى مع مضمون المقولة
في سياق تناولنا لمقولة “اتقِ شر من أحسنت إليه”، يجب أن نتعرف على الآيات القرآنية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى والتي تدعم نفس المعنى:
- تعبر المقولة عن رد الجميل بالإساءة ونكران للمعروف.
- توجد آية قرآنية تشير لنفس المعنى، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ) سورة التوبة (الآية 74).
- هذه الآية تتعلق بالأشخاص الذين يُنكرون الجميل ويقابلون الخير بالإساءة.
لا تفوت قراءة مقالنا حول:
شرح الشيخ الشعراوي لمقولة اتقِ شر من أحسنت إليه
قدّم الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، شرحًا لهذه المقولة ضمن سلسلة دروسه الدينية. وفيما يلي أهم النقاط التي أوردها:
- استهل الشيخ الشعراوي شرحه بمسألة لماذا نتجنب شر من نحسن إليهم، موضحًا السبب وراء ذلك.
- أشار الشيخ إلى أن الشخص الذي نُحسن إليه قد يشعر بالنقص ويكون شغوفًا بالكبرياء، مما يجعله يمقت ذلك الإحسان.
- كما ذكر الشيخ أنه ينبغي الحذر من إبطال المعروف بالرياء، أي عدم الحديث عن الأفعال الطيبة حتى لا يتحول الإحسان إلى إساءة.
- واختتم حديثه بأن الله يجازي كل شخص على أفعاله، سواء بالإحسان أو بالإساءة.
صفة نكران الجميل
تستحق صفة نكران الجميل منا وقفة للتأمل، وسنستعرض في السطور التالية تفاصيل هذه الصفة:
- تُعتبر صفة نكران الجميل من الصفات المكروهة، وهي من الأسباب الرئيسية للتغيرات السلبية في الحياة.
- من الضروري أن يلتزم الناس، وبالأخص المسلمين والعرب، بالأخلاق الحميدة وألا يقابلوا المعروف بالسوء.
- يجب التركيز على التحلي بصفات الشهامة والتخلي عن نكران الجميل.
- في هذا السياق، حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم مقابلة الإساءة بإساءة، وخاصة في الأمور المتعلقة بالتجارة والديون.
أجر معاملة الناس بالخير
ينبغي أيضًا أن نعي الأجر والثواب الناتج عن معاملة الآخرين بالحسن، وعدم رد الإساءة بمثلها:
- تُعَدّ معاملة الناس بإنسانية من أعظم الأعمال، ولها أجر عظيم عند الله، حيث قال في كتابه: (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ) سورة النحل (الآية 96).
- قال سبحانه: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنَحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً”.
- لا بد من عدم نكران الجميل وعدم رد السيئة بالسيئة، فهي أعمال تنم عن الأخلاق الرفيعة وتحظى بأجر عظيم.
اقرأ أيضًا عن:
أحدث التعليقات