احتفالية العقيقة وفق المذهب المالكي

حكم العقيقة في المذهب المالكي

تُعرف العقيقة بأنها الذبيحة المُقدمة للمولود، سواء كان ذكراً أو أنثى، تعبيراً عن الشكر لله على سلامتة الولادة، وتتم وفق نية وشروط معينة. يُشتق اسم “عقيقة” من المعنى اللغوي الذي يشير إلى الشعر الذي ينمو على المولود، وقد أطلقت العرب هذا الاسم على الذبيحة التي تُقدَّم أثناء حلق شعر المولود، تماشياً مع عادتهم في تسمية الأشياء بناءً على أسبابها أو ما يرتبط بها.

يعتبر حكم العقيقة في المذهب المالكي “مندوباً” لمن لديه القدرة على فعلها. ويُعرف القادر بأنه الإنسان الحر الذي يمتلك ثمن العقيقة. ويؤكد المالكية على أن “المندوب” لا يتساوى في المعنى، بل يقسمونه إلى ثلاث درجات، كما يوضح ابن جزي: “المندوب هو العمل التطوعي بأعلى درجتين هما السنة والمستحب، وأدنى منهما النافلة”.

تشبه العقيقة الأضحية في كونها وسيلة لتقرب العبد إلى الله -سبحانه وتعالى-، ويفرض عليهما شروط متساوية تتعلق بالعمر والصحة والخلل، لذا، يجب على الوالد الذي ينوي العقيقة عن ابنه أو ابنته أن يتحرى في اختيار العقيقة، كما يتحرى المضحّي في ذبيحته.

تُعتبر العقيقة، وفق المذهب المالكي، فقط من الأنعام كالإبل والبقر والغنم، وتسمى “ببهيمة الأنعام”. ولا يفرق المالكية بين الذكر والأنثى من حيث مقدار العقيقة، إذ يُخصَّص شاة واحدة لكل من الذكر والأنثى، مستندين في ذلك إلى حديث ابن عباس -رضي الله عنه- الذي يروي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- عقَّ عن الحسن شاة، وعن الحسين شاة.

وقت العقيقة عند المالكية

بحسب مذهب المالكية، يُحدد وقت العقيقة بنهاية الأسبوع الأول بعد الولادة، حيث يحتسب الجمهور يوم الولادة كجزء من السبعة، بينما الإمام مالك يوضح أن الولادة التي تحدث قبل الفجر أو خلالها تُحسب ضمن الأيام السبعة، لكن في حالة الولادة بعد الفجر، فإن يوم الولادة لا يحتسب. كما تسقط العقيقة مع غروب اليوم السابع، تمامًا كما تسقط الأضحية مع غروب اليوم الثالث.

بعض تفاصيل العقيقة عند المالكية

يسمح المالكية بكسر عظام العقيقة، على الرغم من أنها ليست مستحبة، وذلك تيمناً بسلامة المولود. كما يُكره في المذهب إقامة وليمة ودعوة الناس للعقيقة، ويعتقد المالكية أنه ينبغي طهي العقيقة ليتم تناولها من قبل أفراد الأسرة وغيرهم في أماكنهم، بحيث يأكلون مما يشاؤون ويتصدقون بما يشاؤون، مع أهمية توجيه النية إلى التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- وشكره على سلامة المولود.

يُستحب عند المالكية حلق رأس المولود في يوم العقيقة، سواء كان ذكراً أو أنثى، والتصدق بوزن الشعر ذهبًا أو فضة. وإذا لم يتمكن من حلق الرأس، فعليه تقدير وزن الشعر والتصدق بما يعادل ذلك من الذهب أو الفضة. وينصح بتسمية المولود في اليوم السابع أيضاً.

تتعدد العقيقة بحسب عدد المواليد، حيث يُخصص لكل مولود، سواءً كان ذكراً أم أنثى، عقيقة خاصة به. وفي حال تمت ولادة توأمان في آن واحد، يُعقَّ عن كل واحدٍ منهما. ومن الأمور المُكروهة في العقيقة عند المالكية أن يتم ختان المولود في يوم العقيقة إذا كان في اليوم السابع، وذلك لأنه يعد من عادات اليهود، كما يُنكر تلطيخ المولود بدم العقيقة لأنه يعكس عادات الجاهلية.

Published
Categorized as إسلاميات