احتفالات العيد في السودان

الإسلام

تُعتبر الأمة الإسلامية أمة واحدة متماسكة حيث تجمعها الديانة الإسلامية رغم تنوع أصولها وأشكالها ولغاتها. وهذا يبرز وجود العديد من نقاط الالتقاء بين المسلمين، خصوصًا على مستوى العادات الثقافية. وعادةً ما تكون هذه النقاط مرتبطة بالطابع الديني، مع تأكيد الإسلام على عدم نفي أي عرف أو تقليد يتبعه أي شعب، طالما أنه لا يتعارض مع المبادئ الإنسانية والإسلامية السامية.

تظهر مظاهر التداخل بين العادات الإسلامية والعادات الشعبية الحميدة الموروثة بشكل واضح خلال المناسبات الدينية. أهم هذه المناسبات هما عيد الفطر وعيد الأضحى، اللذان يمثلان فترة ينتظرها الناس بكل شغف بسبب الرحمة والسكينة التي تنزل في هذه الأيام المباركة كل عام. وتُعتبر هذه الأعياد فرصة لتعزيز أواصر المحبة بين أفراد المجتمع الإسلامي. فيما يلي، نستعرض بعض جوانب الاحتفال بالعيد في واحدة من أبرز الدول العربية والإسلامية، وهي السودان.

العيد في السودان

تبدأ احتفالات العيد في السودان مبكرًا، حيث يشعر كل من يزور هذا البلد الجميل بقرب حلول أيام العيد من خلال الأجواء الاحتفالية التي تتواجد في الشوارع والمنازل والمحلات التجارية. ففي عيد الفطر، على سبيل المثال، تبدأ تحضيرات العيد منذ منتصف شهر رمضان المبارك، ومن أبرز الاستعدادات: تحضير الأكلات والحلويات الخاصة بهذه المناسبة.

تشتهر السودان بتنوع أنواع الحلويات المميزة، إلى جانب المأكولات التقليدية التي تشترك بها الدول العربية. حيث يتم إعداد كميات وفيرة من هذه الحلويات والأطباق اللذيذة لإكرام الزوار خلال هذه المناسبة السعيدة.

يمتاز الشعب السوداني بأصالته ونقاء روحهم، إذ يعد عيد الفطر فرصة لنفض الأحقاد التي قد تكون تراكمت في القلوب خلال العام. وبعد أداء صلاة العيد في المساجد والساحات المخصصة، يتبادل السودانيون التهاني ويعفون عن بعضهم، مما يعيد الألفة والمحبة بينهم.

من العادات الجميلة خلال عيد الفطر في السودان، تجمع الرجال في الأحياء عند أكبرهم سنًا أو في مكان متعارف عليه، حيث يأتي كل منهم بما يقدمه الله من طعام الإفطار. وبعد ذلك، يقومون بزيارة المرضى وكبار السن الذين لم يستطيعوا المشاركة في أجواء العيد. وبذلك، يمضي السودانيون يوم العيد الأول في تبادل التهاني بين الجيران والأصدقاء، ثم في فترة العصر يبدأون بزيارة الأهل والأصدقاء الذين يسكنون بعيدًا.

تستمر سعادة الشعب السوداني بمناسبة العيد لأيام عديدة من شهر شوال، حيث يفضلون قضاء بعض الوقت على ضفاف نهر النيل. ومن العادات المحببة التي يمارسها الجميع في هذه الفترة هي “العيدية”، وهي الهدايا النقدية التي يُعطى للكبار للصغار ولنساء العائلة.

Published
Categorized as السياحة المستدامة