احترام حقوق النساء واجب على الجميع

حث على التقوى في معاملة النساء

تتعدد الأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية تقوى الله في النساء، ومن بين تلك الأحاديث نجد قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “اتقوا الله في النساء؛ فإنهن عوان عندكم.”

كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أشار في خطبة حجة الوداع إلى هذا المعنى بقوله: “اتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلوا ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.”

فهم معنى التقوى في النساء

يحث النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأحاديث على ضرورة مراعاة حقوق النساء، وذلك من خلال الالتزام بشروط عقد الزواج. فالمرأة لم توافق على الزواج إلا وفق شروط معينة، وينبغي للزوج أن يعاملها بحسن نية ويؤدي واجباته نحوها، حيث أن استحلال المرأة يعني الاعتناء بها وعدم الإساءة إليها أو حرمانها من حقوقها.

يشمل هذا التوجيه كل من يتولى أمر المرأة، سواء كان زوجًا أو وليًا، ويجب على الجميع احترام حقوق المرأة والتعامل معها بلطف، رغم أن الأزواج هم الأكثر تأكيدًا في هذا السياق. ومع ذلك، يشدد الإسلام أيضًا على ضرورة إحسان المعاملة للنساء بشكل عام، سواء كن بنات أو أمهات أو زوجات.

أساليب تقوى الله في النساء

حدد العلماء المقصود بتقوى الله في النّساء وفق الحديث السابق، حيث تتجلى هذه التقوى من خلال النقاط التالية:

  • تلبية الزوج حقوق زوجته المتمثلة في المهر والنفقة وغيرها من الحقوق المالية المحددة بعقد الزواج الشرعي، حيث إن الزواج يمثل عهدًا قويًا لا يجوز الإخلال به.
  • عدم العبوس في وجه المرأة دون سبب، ويتوجب على الزوج أن يكون لينًا في حديثه وتصرفاته تجاهها.
  • تأدية واجب الأمانة بحماية المرأة ورعايتها وتلبية احتياجاتها، سواء كانت دنيوية أو دينية، حيث تعتبر المرأة أمانة عند الرجل ويجب عليه الوفاء بها.

كما يوضح الحديث حق الرجل في أن لا تأذن المرأة بدخول أي شخص إلى المنزل ممن يكرهه، على أن تتيح فقط لمن لا يشعر الزوج بالرفض تجاه دخوله.

حكمة الوصية بتقوى الله في النساء

ينظر الإسلام إلى الفوارق الفردية بين المرأة والرجل، حيث منح القوامة -التي تعني الرعاية والتكليف- للزوج، وشدد في الوقت نفسه على ضرورة تقوى الله في معاملته لزوجته. فالزوج ينبغي أن يكون رحيماً، ويجب ألا يسيء استخدام سلطته أو قوته للظلم أو الانتقاص من حقوقها.

إن عبارة الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “اتقوا الله في النساء؛ فإنهن عوان عندكم” تعكس الحكمة من هذه الوصية، إذ تعبر عن ضعف المرأة، وكأنما أصبحت تحت رعاية الرجل، مما يستدعي تعزيز حمايتها بدلاً من تعرضها للظلم أو الاستبداد. لذا، ينبغي أن تكون قوة الرجل ملاذًا آمنًا للمرأة وليس سببًا للهروب منها.

Published
Categorized as معلومات عامة