احترام الأديان المختلفة في الإسلام

فهم الدين

يمكن تعريف الدين بشكل عام على أنه اعتقاد في قدسية كيان معين، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من السلوكيات التي تعكس الخضوع والاستسلام لذلك الكيان المقدس بدافع من الحب والرغبة والخوف. والشمولية في هذا التعريف تشمل جميع الكيانات المقدسة التي تم عبادتها سواء بشكل صحيح أو خاطئ، بالإضافة إلى الأديان التي قد تكون لها جذور سماوية أو تلك التي تأثرت بالتحريف. كما تشمل الأديان الوضعية التي لا تستند إلى الوحي. ويتماشى هذا المفهوم مع المعنى اللغوي للدين، الذي يشير إلى الانقياد والطاعة.

مظاهر تقدير الأديان في الإسلام

يتجلى تقدير الأديان في الإسلام من خلال عدد من المبادئ الشرعية، ومن بينها:

الإيمان بجميع الأنبياء

يعد الإيمان بأنبياء الله وكتبه جزءًا أساسيًا من أركان الإيمان في الإسلام. ويعني الإيمان بهم التصديق القاطع بأن الله -سبحانه وتعالى- أرسل في كل أمة رسولًا يدعوهم لعبادته وحده، والابتعاد عن الشرك. جميع الأنبياء والرسل هم كرام أتقياء، تحملوا أمانة الوحي وأدوها كما أراد الله.

حقوق غير المسلمين

يتضح تقدير الأديان في الإسلام من خلال التشريعات والإرشادات الشرعية التي تحمي حقوق غير المسلمين في بلاد المسلمين. ومن هذه الحقوق: ضمان حمايتهم من أي اعتداء، والذي يشمل حماية حياتهم وأموالهم وأعراضهم. يعتقد بعض الفقهاء أن الدولة الإسلامية ملزمة بتوفير الأمان لهم عند وصولهم لسن العجز والشيخوخة، باعتبارهم رعايا ومواطنين. ومن بين حقوقهم الأساسية احترام خياراتهم العقدية دون إكراه أو ضغط للانضمام إلى الإسلام. كما أشار الله تعالى في القرآن الكريم: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).حرص الإسلام أيضًا على حقهم في العمل والتملك وممارسة الأنشطة التجارية، بالإضافة إلى حقهم في تولي الوظائف، باستثناء تلك التي تستند إلى أسس شرعية، مثل الإمامة العامة والقضاء الشرعي، وبعض الوظائف الأخرى.

Published
Categorized as إسلاميات