لقد تأثرت الأدب العربي بالثقافة الغربية، وأبرز الاتجاهات الأدبية في العصر الحديث تشمل: الاتجاه الكلاسيكي، الاتجاه الرومانسي، الاتجاه الواقعي، والاتجاه الرمزي.
يعرف هذا الاتجاه أيضًا بالإحيائي، ويعتبر أقدم الاتجاهات الأدبية. ظهر في أوروبا بعد حركة الإحياء العلمي، وشهد تطورًا ملحوظًا في فرنسا ثم انتقل إلى بريطانيا. يقوم الاتجاه الكلاسيكي على أسس عقلانية تركز على تمجيد القديم من حيث المنهج والأسلوب.
من الخصائص المميزة لهذا الاتجاه التركيز على الأدب الموضوعي، حيث تظهر فيه النزعة الإنسانية بشكل واضح. كما يتسم بالاحترام الشديد للعقل، وسمو الصياغة الأدبية، وفخامة الأسلوب. يعتبر هذا الأدب تقليديًا وعقلانيًا بالمقارنة مع الأدب العاطفي والخيالي.
لقد تأثرت الدول العربية بهذا الاتجاه، خصوصاً في مصر نتيجة الحاجة الماسة إلى النهضة الأدبية والعلمية بعد الصراعات التي شهدتها المنطقة. يعد محمود سامي البارودي من أبرز رواد الكلاسيكية العربية، حيث تميز بقدرته على الإنتاج الأدبي، وابتعد عن التكلف. تبعه شعراء بارزون مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، الذي يعرف بأنه شاعر النيل، وعلي الجارم وإسماعيل صبري وغيرهم.
برز هذا الاتجاه في فرنسا كاستجابة للاتجاه الكلاسيكي، حيث سعى الروائيون إلى التحرر من القيود التي فرضها هذا الاتجاه. ولقد جاءت الرومانسية نتيجة لتغيرات سياسية ونفسية واجتماعية ارتبطت بالأدب، فثارت ضد التقليد القديم وحرفت نحو التركيز على العواطف، والخيال، والطبيعة، مع التعبير عنها بشكل أكثر وضوحًا في أعمالهم.
يرتكز المذهب الرومانسي على فكرة الحرية في التعبير والإبداع، مع التركيز على المشاعر الفردية، والثورة على سيطرة العقل وأثره على المشاعر. يتميز أيضًا بالبساطة وتكسير القواعد التقليدية، ويشدد على الإيحاء بالكشف عن مشاعر النفس.
انتقلت الرومانسية إلى العالم العربي، حيث ظهرت نزعات تجديدية وأفكار ثورية تتجاوز النمط التقليدي. وقد تم ذلك نتيجة لرحلات الأدباء العرب إلى الغرب لأهداف علمية أو سياسية، وكان من أبرز الرواد خليل مطران، الذي ألهم العديد من الشعراء مثل علي محمود طه وإبراهيم ناجي وخليل شيبوب وأبو القاسم الشابي.
هذا الاتجاه الأدبي الثالث نشأ نتيجة الفجوة بين الأدب والواقع التي فرضتها الرومانسية. اتجه بعض الأدباء نحو تصوير الواقع بعيدًا عن ضغوط الذاتية والمبالغة في الخيال. تأثرت الواقعية بالمنهج التجريبي الذي قدم حقائق علمية، مما أدى إلى نظرة موضوعية للمظاهر الأدبية.
تقوم الواقعية على تقديم الأدب كوسيلة لتصوير الواقع كما هو، تاركة جانبًا تدخل مشاعر الأديب وأحلامه. ولقد ركزت الواقعية أيضًا على تصوير الحياة اليومية للطبقات الوسطى والدنيا، متميزًة بطابعها الشعبي والإنساني.
من أبرز الكتاب العرب الذين قدموا أعمالًا تعكس العلاقة بين الفرد والمجتمع: بدر شاكر السياب، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، وعبد الرحمن الشرقاوي.
ظهر الاتجاه الرمزي كوسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر من خلال الرموز والتلميحات. اتسم هذا الاتجاه بالابتعاد عن المشكلات الاجتماعية والسياسية والخيبات، والتوجه نحو الخيال لإظهار المعاني العميقة. تم استخدام كلمات تحمل دلالات روحية مثل “الغروب” التي ترمز إلى الزوال.
تميزت الرمزية بتقديم معاني بين الضدين من أجل الإيحاء، وظهر بين الرمزانيين دعوات لتحرير الشعر من الوزن التقليدي إلى الشعر الحر، مع الالتزام بالقافية لتناسب الموسيقى المتدفقة مع المشاعر.
ظهرت أدب الحداثة بعد الرمزية، حيث اتسمت الأعمال الأدبية بالتفكك في اللفظ والمعنى ما أدى إلى وجود فجوة بين الأدب والقراء. عكس هذا الأدب الحداثي غموضاً في تصوير العالم وفقدان الهوية، بحيث يصبح من الصعب على القارئ فهم مغزى الكتابة وأهداف المؤلف. واتسمت الكثير من العناوين بالغموض الذي يثير الفضول.
أحدث التعليقات