يُعتبر الإمام محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، المعروف بشمس الدين المقدسي الراميني الصالحي الحنبلي، أحد أبرز العلماء في الفقه الحنبلي. وُلِد في سنة 708 هـ في مدينة القدس. في هذا المقال، نستعرض لمحات من حياته وعلمه.
يتمتع ابن مفلح بخلفية واسعة في دراسة المذهب الحنبلي، حيث برع في فروعه المتعددة. درس تحت إشراف عدة مشايخ، بما في ذلك الشيخ أبي عمر، وشارك في دروس في الصالحية، والسلامية، بالإضافة إلى مدرسة الحديث. تولى منصب الحكم بالنيابة عن قاضي قضاة الحنابلة، جمال الدين المرداوي، حيث درس معه كتاب “المقنع” وكتب أخرى في شتى العلوم. ومن بين شيوخه، يُذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي عُرف عنه قوله “ما أنت ابن مفلح، أنت مفلح”.
أُنتجت العديد من المؤلفات الرفيعة من قِبَل ابن مفلح التي نالت إشادة واسعة من العلماء. من أهم أعماله: شرح كتاب “المقنع”، الذي يتكون من حوالي ثلاثين مجلداً. كما قام بتعليق في مجلدين على كتاب “المنتقى” لمجد ابن تيمية. وعلاوةً على ذلك، ألف كتاباً في أصول الفقه اتبع فيه منهج ابن الحاجب في مختصره، ويعتبر من أبرز كتب المذهب الحنبلي، حيث تضمّن آراء وفوائد لم يتم ذكرها في غيره من الكتب. وقد حصل العديد من التلاميذ على العلم من ابن مفلح، مثل زين الدين العينتاني، ومحمد الجرماني الدمشقي، ومحمد بن يوسف المرادي، وعلي بن أحمد المقدسي، وغيرهم من العلماء.
توفي شمس الدين ابن مفلح المقدسي في الثاني من شهر رجب من سنة 763 هـ، بمدينة الصالحية حيث كان يقيم. وقد بلغ من العمر نحو خمسين عاماً عند وفاته. وفقاً لما ورد عن ابن كثير، أُقيمت الصلاة عليه في المسجد المظفري، وتم دفنه في مقبرة الشيخ الموفق.
أحدث التعليقات