ابن عمر: شخصية مؤثرة في التاريخ الإسلامي وتأثيره على الفقه والسنة

عبد الله بن عمر

يُعتبر عبد الله بن عمر بن الخطاب من أبرز الصحابة الكرام، حيث كان يُكنى بأبي عبد الرحمن. وُلد عبد الله بن عمر من زينب بنت مظعون، بعد عامين من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أسلم وهو في سن مبكرة مع والده عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في مكة، وهاجر معه في سن العاشرة. وقد أُشير إلى أنه قد يكون هاجر قبل والده. تغيب عبد الله عن غزوة بدر نتيجة لصغر سنه، واختلفت الآراء حول مشاركته في غزوة أحد لنفس السبب. ومع ذلك، اتفق الجميع على أنه شارك في غزوة الخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صفات عبد الله بن عمر

تحلّى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بمجموعة من الصفات والأخلاق الرفيعة، ومن أبرز هذه الصفات:

  • رواية الحديث: يُعتبر عبد الله بن عمر من أكثر الصحابة روايةً للأحاديث، حيث روى عن أبيه، وأبي بكر، وعلي، وعثمان، وبلال، وصهيب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وكذلك عن أخته حفصة، وقد روى عنه العديد من التابعين رضوان الله عليهم.
  • قيام الليل: لم يكن ينام عبد الله إلا ساعات قليلة في الليل، وكان يفضل النوم في المسجد، وقد وُصف بعبادته منذ صغره.
  • تقوى الله: لقد عُرف بتقواه لله وخشيته، حيث امتنع عن التصرف في أموال الناس ودمائهم بدون حق.
  • العلم الغزير: كان من الفقهاء البارزين بين الصحابة وأحد أعلمهم بمختلف الأحكام، لا سيما في مناسك الحج، وقد أفتى الناس لمدة تقارب الستين عاماً.
  • الكرم والجود والزهد: عمل عبد الله بن عمر في التجارة ويأخذ نصيبه من بيت مال المسلمين، وقد تبرع كثيراً بأمواله للفقراء والمساكين. وكان إذا أعجب بشيء من متاع الدنيا، يسارع إلى إنفاقه في سبيل الله، بما في ذلك إعتاق الرقاب والتصدق بالأموال والدواب بانتظام.

وفاة عبد الله بن عمر

توفي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في مكة عن عمر يُقارب أربعةً وثمانين عاماً، وقيل ستةً وثمانين عاماً. ودفن في المحصب، ويُعتقد أنه كان آخر الصحابة وفاةً في مكة، وذلك في عام 73 أو 74 هجري. وكان لديه ثلاثة عشر ولداً في ذلك الوقت.

Published
Categorized as إسلاميات