ابن سينا، المعروف باسم أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، هو عالم وطبيب بارز في تاريخ العلوم الطبية والفلسفية. وُلِد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى وعُرف بكونه واحداً من أعظم المفكرين في العالم الإسلامي. حظي بلقب الشيخ الرئيس، كما أطلق عليه البعض لقب أمير الأطباء أو أبو الطب. ألف ابن سينا نحو مئتي كتاب تشمل مواضيع متنوعة، حيث يُعد كتاب “القانون في الطب” من أهم أعماله التي شكلت مرجعاً أساسياً في علم الطب. يُعزى إليه أيضاً كونه أول من وصف بدقة مرض التهاب السحايا، كما أشار إلى أسباب حدوث اليرقان وأهمية الطب النفسي في معالجة بعض الحالات.
يجدر بالذكر أن ابن سينا لم يعتمد على علاج المرضى كمصدر رئيسي للرزق، بل كان يجسد روح العطاء من خلال تقديم الخدمات الطبية بلا مقابل. ومن أبرز إنجازاته علاج الأمير نوح، الذي عجز الأطباء الآخرون عن تقديم العلاج المناسب له، مما أكسب ابن سينا سمعة مرموقة وساعده على تعزيز علاقاته مع الأمراء الذين استقبلوه بسخاء في مكاتبهم لتلقي العلم وهو في سن مبكرة. وفي هذا الصدد، كتب الأستاذ الدكتور محمد خليل عبد الخالق في مجلة الرسالة عام 1921 حول ما جاء في كتاب “القانون في الطب”، حيث أوضح أن الدودة المستديرة التي تحدث عنها ابن سينا تُعرف اليوم بالإنكلستوما. لقد أسهم ابن سينا، بمعونة الله تعالى، في تقديم العديد من الاكتشافات المهمة التي سبقت عصره، فهو أول من تحدث عن وجود طفيلة الإنكلستوما، التي أطلق عليها اسم الديدان المعوية، وذكر أعراضها بشكل مفصل.
تتميز مؤلفات ابن سينا بعمقها في علم الجراحة؛ فقد قدم مجموعة من الاستراتيجيات لوقف النزيف بما في ذلك الربط وإدخال الفتائل أو الكي باستخدام النار أو الأدوية الكاوية. كما أشار إلى كيفية التعامل مع السهام واستخراجها من الجروح، مع التأكيد على ضرورة مراعاة عدم إلحاق الضرر بالشرايين والأعصاب خلال هذه الإجراءات. ومن بين أهم مؤلفاته:
استعرض الفيديو التالي لتعرف المزيد عن ابن سينا ومساهماته القيمة في مجال الطب:
أحدث التعليقات