هو أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن حمديس الصقلي الأزدي، ينتمي إلى قبيلة الأزد، وهو شاعر عربي أندلسي. لكنه لم يتفاخر بنسبه بل افتخر بمكان نشأته في بني الثغر، وهو ما يعكس اعتزازه بموطنه.
ابن حمديس الصقلي شارك في العديد من الحروب والغزوات التي شهدتها مدينة سرقوسة في جزيرة صقلية خلال فترة حكم المسلمين.
تتميز نشأة هذا الشاعر البارز بعدة جوانب فريدة، إذ كانت كالتالي:
بعد أن نشأ في صقلية، ظلت المدينة تحت التهديد، مما اضطر ابن حمديس إلى الهجرة صوب الأندلس.
كانت مدينة الأندلس بمثابة وطن أوغريب بالنسبة له، وكانت سببًا دائمًا في ألمه وحنينه إلى مسقط رأسه. ورغم كونه شخصية محبوبة هناك، فإن شوقه لموطنه لا يزال يثير همومه.
كان يقضي أيامه بالتجول في حدائق الأندلس الجميلة، لكن بمجرد حلول الليل، كانت ذكرياته وهواجسه تعاوده بشدة.
بعد هجرته إلى الأندلس، التي كانت مقسمة إلى اثنين وعشرين دولة عقب سقوط الخلافة الأموية، كان كل بلد يحكمه ملوك الطوائف. وبرزت من بينها مدن مثل طليطلة وإشبيلية وغرناطة وسرقسطة والمرية.
كانت إشبيلية أول مدينة يستقر فيها ابن حمديس، وقد كان يحكمها الملك المعتمد بن عباد المعروف بعشقه للشعراء والأدباء. وقد استقبل ابن حمديس بحفاوة كبيرة وكرم شديد من قبل الملك.
بعد استقراره في إشبيلية، وفي ظل حكم المعتمد بن عباد، سقطت الأندلس في أيدي المرابطين، مما أدى إلى أسر الملك ونفيه إلى المغرب.
استمر المعتمد بن عباد في إرسال الرسائل والأشعار ليتواصل مع من يحبهم في الأندلس، وكان ابن حمديس من أولئك الأصدقاء.
شعر ابن حمديس بالحزن وقرر مغادرة الأندلس والهجرة إلى المغرب، ما زاد من شعوره بالغربة.
قام ابن حمديس بالتواصل مع المعتمد، مهدئًا من معاناته وكتب له العديد من قصائد المدح كوسيلة لتخفيف وطأة النفي عليه.
تميزت أشعار ابن حمديس الصقلي بتنوعها، وأبرز الموضوعات التي كتب فيها تشمل:
بعد انتقاله إلى المغرب، عانى ابن حمديس من خسائر مالية كبيرة نتيجة للهجرة، فقرر التوجه إلى أفريقيا بحثًا عن فرص جديدة.
هناك، قام بكتابة العديد من قصائد المدح الحكومي، مما ساعده في كسب المال. ومن بين الشخصيات التي كتب عنها يحيى بن تميم الصنهاجي وابنه الحسن ومن ثم علي.
كما كتب قصائد مدح في بني حماد في مدينة بجاية، مما أسهم في استعادة ثروته بعد ما فقده.
توفي ابن حمديس الصقلي سنة 527 هجرية، الموافق 1133 ميلادية، عن عمر يناهز الثمانين عامًا في جزيرة ميورقة.
دفن بجوار الشاعر الكبير ابن اللبانة، وفي السنوات الأخيرة من حياته، عانى من عدة أمراض وضعفات جسدية، مما أثر سلبًا على صحته بشكل عام.
أحدث التعليقات