هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية، المعروف بشيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس النميري. وُلِد في مدينة حرّان في العاشر من ربيع الأول عام 661 هـ، ويُعتبر واحداً من أعظم العلماء في المذهب الحنبلي.
ابن تيمية كان مفسراً بارعاً لآيات القرآن الكريم، ومؤرخاً وفيلسوفاً مجاهداً في نشر تعاليم الإسلام، حيث استخدم الأدلة والبراهين لدعم الحق وكشف الزيف، وكان له دور بارز في النقد الفكري للمبتدعين والملحدين. تتعدد صفاته وإنجازاته التاريخية، وفي هذا المقال نستعرض بعضاً من جوانب حياته.
يعود نسبه إلى الشيخ تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد بن عبد الله بن أبو القاسم الخضر بن إبراهيم بن علي بن عبد الله النميري الحراني الدمشقي.
سُمي ابن تيمية تيمناً بجده محمد بن الخضر، الذي حدثت له قصة أثناء أداء مناسك الحج، حيث عثر على طفلة ذات جمالٍ رائع في منطقة تيمياء. وعندما رجع وجد أن زوجته أنجبت فتاة تشبه تلك الطفلة، فأطلق عليها اسم “تيمية”. وهناك رواية أخرى تشير إلى أن والدته كانت تُدعى تيمية وعُرفت بوعظها وورعها، مما زاد في ارتباط الاسم بالدين.
تُشتهر عائلة ابن تيمية بعراقتها في الدين والعلم، حيث كان لهم دور بارز في نشر المذهب الحنبلي. وكان جده من الأئمة في هذا المذهب ولقب بالمجتهد المطلق. وعُرف عن ابن تيمية كذلك أن له عدة إخوة، منهم زين الدين عبد الرحمن، وتقي الدين، وشرف الدين عبد الله.
تخصص ابن تيمية خلال مسيرته الأكاديمية في عدة مجالات، تشمل العقيدة، الفقه، الفلسفة، الحديث، أصول الفقه، الفلك، والمنطق. كما كان له إسهامات بارزة في علم الجبر والحساب، حيث قال بأن “العلوم الطبيعية أفضل من العلوم الرياضية”، وذلك في ردٍ على فلاسفة المشائين الذين اعتبروا الفلسفة الإلهية أرقى من العلوم الطبيعية.
تم اعتقال ابن تيمية في عام 726 هـ نتيجة لمناقشاته حول زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وظل في السجن حتى أصيب بمرض وتوفي يوم الاثنين في العشرين من ذو القعدة سنة 728 هـ، وتم دفنه في مقبرة الصوفية.
أحدث التعليقات