يُعتبر ابن تيمية الحراني واحداً من الشخصيات البارزة في الفكر الديني، إذ قدم إسهامات جليلة في الدفاع عن وطنه. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من الأشخاص الذين لم تتاح لهم الفرصة للاطلاع على مسيرته وحياته.
ابن تيمية الحراني
يُعد ابن تيمية أحد أبرز الشيوخ الذين أثروا في الأمة، ولكنه يحمل الكثير من التفاصيل حول حياته الشخصية التي قد تكون غائبة عن البعض، ومن أبرزها:
- أشتهر بلقب شيخ الإسلام بفضل نشأته الدينية بين عائلته منذ الصغر.
- بُعيداً عن علمه، كان معروفًا بسخائه وكرمه، كما كان يفضل قراءة القرآن في كل الأوقات.
- تميز بشخصياته الطيبة مثل التواضع، وقوة التحمل، والصبر.
- وُلد عام 661 هجريًا في بلدة حران الواقعة على الحدود بين سوريا وتركيا.
- اضطر للانتقال إلى دمشق بعد أن تعرضت حران لهجوم المغول.
- التزم بالمذهب الحنبلي وعمل على الدفاع عنه، كما برزت موهبته في مجالات مثل الحديث والعقيدة والمنطق والفقه والفلسفة، بالإضافة إلى علوم الفلك.
- شجع أهل دمشق على الجهاد ضد المغول في عام 1303، خلال فترة حكم المماليك، وكان ذلك في سياق تصديهم لطغيان المغول.
- شارك بشكل فعّال في الدفاع عن دمشق بقيادة محمد بن قلاوون والخليفة المستكفي بالله، حيث حققت المدينة انتصارًا كبيرًا بعد يومين من الصمود.
شيوخ وتلاميذ ابن تيمية
تلقى ابن تيمية تعليمه من مجموعة من الشيوخ البارزين، ومن بينهم:
- الشيخ عبد الحليم بن تيمية، الذي كان من أوائل معلميه ووالده.
- تلقى العلم أيضًا من الشيخ مجد الدين ابن عساكر والشيخ زين الدين.
- من تلاميذه، شمس الدين ابن القيم، الذي ظل يتعلم تحت إشرافه لمدة 16 عامًا.
- شارك العديد من تلاميذه مصير الحبس مع ابن تيمية، مثل محمد بن عبد الهادي المقدسي، ولكن حصل على حريته بعد وفاة ابن تيمية.
- تضمن تلاميذه محمد الذهبي أبو عبد الله وزين الدين عمر المعروف بابن الوردي.
- كان هناك العديد من الطلاب الذين استفادوا من تعاليم ابن تيمية.
أهم مؤلفات ابن تيمية
كتب ابن تيمية الحراني العديد من المؤلفات التي تجاوزت 330 عملًا، ومن بين أهمها:
- بيان الهدى من الضلال، ورسالة في علم الباطن والظاهر.
- منهاج السنة النبوية، وبيان تلبيس الجهمية، وبيان الفرقة الناجية.
- الإيمان الأوسط، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
- اقتضاء الصراط المستقيم، والاستقامة، والإيمان الكبير.
- الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي، وحياة ابن تيمية للبيطار، والأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للبزاز.
رأي علماء السنة في ابن تيمية
تباينت الآراء حول منهج ابن تيمية، حيث عبر عدد من العلماء عن وجهات نظرهم كما يلي:
- يعتقد بعض علماء السنة أن ابن تيمية ينتمي إلى فئة المنحرفين الذين يحثون على الضلالة.
- ورد عن أحد العلماء قوله، “كفاك لعنة اقتدائك بالشقي ابن تيمية، إذ أجمع علماء عصره على ضلاله وحبسه، ونودي من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه”.
- رفض العديد من العلماء كالإمام أبو حيان والإمام كمال الدين الزماكاني مذهبه.
- وقدم كذلك الإمام تقي الدين الشافعي والإمام شهاب الدين أحمد بن حجر الشافعي اعتراضاتهم على معتقداته.
- تعددت الآراء بين العلماء حول فكر ابن تيمية، حيث اعتبر البعض أنه قائل بالزندقة، بينما قال آخرون إنه اتبع مذهب الخوارج.
وفاة ابن تيمية
ساهم ابن تيمية في الجهاد والدفاع عن وطنه، ولكنه تعرض للاعتقال لفترة بسبب معارضته للحكام، مما أدى إلى:
- إصدار حكم بحبسه لسنوات طويلة.
- أصيب بمرض شديد في الأيام الأخيرة من حياته أثناء وجوده في السجن.
- توفي جراء المرض خلال السنة 728 هجريًا داخل السجن.
- شهد جنازته جمع غفير من الناس، بما في ذلك علماء الدين والجنود والأمراء.
أحدث التعليقات