ابن باطيش هو العالم والفقيه الشافعي عماد الدين أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن سعيد الموصلي، والذي يُعتبر واحدًا من أبرز علماء الأمة الإسلامية. وُلد في 22 من يونيو عام 1179 ميلادي في مدينة الموصل بالعراق خلال فترة الدولة الزنكية. كان ابن باطيش من أبرز فقهاء عصره، وعُرف بعمق معرفته في الحديث والعلوم الإسلامية المختلفة. كما كان بارعًا في أصول الفقه، حيث تتلمذ على يده العديد من العلماء مثل الدمياطي، والبدر بن التوزي، والتاج صالح الحاكم، وابن الظاهري. وكان له صلة وثيقة بالأمير شمس الدين نائب المملكة الزنكية. في وقت لاحق، قرر ابن باطيش مغادرة مدينة الموصل وانتقل إلى مدينة حلب حيث وافته المنية.
عاش ابن باطيش حوالي سبعة وأربعين عامًا في الموصل، حيث درس وتعلم فيها. كما سافر إلى العديد من المدن الإسلامية والعربية مثل بغداد، وحلب، ودمشق، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه. تولى هناك منصب المعيد في المدرسة البدرية وعُيّن كخازن للكتب الخاصة بها. لكن ظروفًا علمية وسياسية دفعته لمغادرة الموصل والانتقال إلى حلب، حيث استقر فيها وأصبح مفتيًا. توفي عام 655هـ/1257م في مدينة حلب.
ترك ابن باطيش إرثًا ثقافيًا وحضاريًا غنيًا من خلال مؤلفاته العديدة في مجالات الفقه والدين، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الكتب الأخرى والأشعار. وقد تلقى العلم على يدي ابن الجوزي، وابن سكينة، وحنبل. ومن أبرز مؤلفاته:
وصف ابن الشعار ابن باطيش بأنه “شيخ فاضل كيّس، كامل المروءة، كريم الصحبة، حسن الأخلاق، حر الطباع”. كما أشار إلى حرصه على مراعاة حقوق أصدقائه ومعارفه، حيث كان يتعصب لهم باجتهاده ويبذل قصارى جهده في قضاء حقوقهم وتوفير الراحة لهم. وقد أُعتبر الرجل مثالًا للدين والفضل والعفة والعقل والعلم.
أحدث التعليقات