الشاعر المعروف باسم ابن الرومي هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج. وُلد في شهر رجب من عام 221 هـ في مدينة بغداد. ينحدر من أصل روماني من جهة الأب وأصل فارسي من جهة الأم، ويعتبر من أبرز الشعراء المولّدين في القرن الثالث الهجري ضمن العصر العباسي. تميز شعره بالسلاسة، والعذوبة، والإطناب. كما عُرف بأسلوبه الهجائي الذي اتسم بالطابع الكاريكاتوري.
درس ابن الرومي على يد محمد بن حبيب، وكان يعتمد عليه في بعض المفردات اللغوية. أنجب ثلاثة أبناء، هم: هبة الله، ومحمد، وطفل ثالث لم يُذكر اسمه، وقد توفوا جميعاً في صغرهم. وكان له العديد من الكتابات النثرية، من بينها رسالته إلى القاسم بن عبيد الله. عُرف ابن الرومي بعدة صفات بارزة، منها دقة الحس، وحدّة المزاج، وسرعة الرضا، وصدق المودة، بالإضافة إلى حبه الكبير لأسرته وعطفه على الفقراء والمحتاجين.
اشتهر ابن الرومي بشغفه بالعلم، حيث تابع تعليمه في مجالس العلماء والفقهاء والأدباء منذ صغره. تلقى تعليمه على يد عدد من المعلمين، من بينهم أبو العباس ثعلب الذي تتلمذ على يد حماد بن المبارك. اهتم بتعلم الفلسفة، كما اتجه نحو دراسة الثقافة المعاصرة، والشعر، والروايات القديمة والحديثة.
رحل الشاعر ابن الرومي في الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 283 هجري، الموافق الثالث عشر من شهر تموز عام 896 ميلادي. عُرف بقدرته الفائقة على الوصف والإبداع الشعري، وقد اشتهر بديوانه الكبير الذي يعتبر من أعظم الدواوين الشعرية. قيل إنه توفي مسموماً نتيجة هجائه للوزير القاسم بن عبيد الله، ولقد تميز ابن الرومي بأنه لم يمدح أحداً سواء رئيساً أو مرؤوساً إلا وعاد ليهجوه، مما قلل من فائدة شعره، وكان هذا أحد الأسباب التي أدت إلى وفاته.
أحدث التعليقات