ابن الجزري هو بديع الزمان أبو العز ابن إسماعيل ابن الرزاز الجزري، ويُعرف بلقب “الجزري” نسبة إلى موطنه في منطقة الجزيرة، المعروفة أيضًا بأرض جزيرة أبو عمر. لقد أسهم بنشاط في العديد من المؤلفات العلمية، ومن أبرزها كتابه حول الحيل الهندسية.

ابن الرزاز الجزري

يُعد ابن الرزاز الجزري من الشخصيات التاريخية البارزة، حيث تتركز إنجازاته في مجال صناعة الآلات والاختراعات الميكانيكية. ومن أبرز الأعمال التي قام بها:

• جمع بين المعرفة والتطبيق العملي، وصمم العديد من الآلات، منها المضخة ذات الأسطوانتين المتقابلتين، والتي تعمل بشكل كابسة وماصة.
• طور نواعير لرفع الماء، مستفيدًا من الطاقة الجارية في الأنهار.
• ابتكر مضخة الزنجير والدلاء، وهي من آلات السقوط، والتي تستفيد من حركة نزول الماء.
• صنع آلات ذاتية الحركة.
• أنشأ عددًا من الآلات الهيدروليكية.
• حقق إنجازات ملحوظة في تصميم الساعات المائية، ومنها ساعة القرد، وساعة الرامي البارع، وساعة الطبال، وساعة الكاتب، وساعة الفيل، التي تعتبر من أهم اختراعاته.

إسهامات الجزري في العلوم

يعتبر الجزري أحد العلماء الرواد في النهضة العلمية ضمن الحضارة العربية، حيث انتشرت إرثه العلمي إلى أوروبا. ومن بين إنجازاته الأخرى:

• صمم العديد من الآلات التي انتقلت إلى أوروبا، مثل آلة التروس.
• قدم القطعية التي عرفتها أوروبا بعد مضي قرنين على اختراعه لها.
• كان من أوائل من أشار إلى استخدام ذراع الكرنك.
• ابتكر آلات لضخ المياه، مستخدمًا الكرات المعدنية للإشارة إلى الوقت في الساعات المائية التي صممها.
• الآلات التي كانت تعتمد على دفع الحيوانات قبل عصره، تم تحويلها لتعمل بقوة دفع الماء.
• ساهم في تطوير طرق استغلال الطاقة الكامنة في المياه بأسلوب علمي.

أهم مؤلفات الجزري

من أبرز المؤلفات التي كتبها ابن الرزاز الجزري هو كتاب “الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل”، إلى جانب المؤلفات الأخرى:

• كتابه في الهندسة الميكانيكية، الذي تم بتكليف من الملك ناصر الدين محمود بن محمد، أحد سلاطين بني أرتق.
• استغرق العمل على كتاب الهندسة الميكانيكية نحو 25 عامًا، حيث وصف فيه مجموعة من التقنيات الميكانيكية والتصاميم.
• صنف الآلات في ست مجموعات بناءً على طريقة تصنيعها واستخدامها، ليصبح هذا التصنيف أساسًا للنهضة الأوروبية في عصر النهضة.
• حُفظ الكتاب في عدة متاحف عالمية، مثل متحف الباب العالي في إسطنبول، ومتحف اللوفر في فرنسا، ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن.
• تمت ترجمته إلى الإنجليزية والألمانية، ونشر معهد التراث العلمي العربي في حلب نصه العربي في عام 1979.

أهم ابتكارات واختراعات ابن الجزري

يمتلك ابن الجزري العديد من الابتكارات التي أثرت بشكل كبير في عصره، من بينها:

1. ساعة الفيل

تُعتبر من الاختراعات الرائعة التي وصفها في كتابه، وكانت تعمل بالشكل التالي:

• عندما يضرب راكب الفيل، وهو عبارة عن دمية تشبه الإنسان، على الطبل، يقوم طائر ميكانيكي بإصدار صوت الزقزوق.
• تُعتبر هذه الساعة هي الأولى التي سجلت الوقت بدقة متناهية.
• صممها ابن الجزري لتتضمن أشكالًا تمثل ثقافات مختلفة، مثل التنين في الثقافة الصينية، والفيل في الثقافة الهندية.

2. العمود المرفقي

استُخدم هذا العمود في المضخة ذات الأسطوانتين، وهو من ابتكاراته، ويتمثل في:

• يتكون من دولاب يحرك عددًا من النتوءات بشكل متردد.
• تتحرك الدولاب بشكل دائري، محولًا الحركة الدورانية إلى حركة خطية، مما مهد الطريق لصناعة القطارات لاحقًا.

3. ساعة الطاووس

واحدة من الساعات التي صممها ابن الجزري. وتعمل هذه الساعة كما يلي:

• يتم تشغيلها بواسطة القوة المائية، ويعلن الطاووس عن مرور كل ساعة أو نصف ساعة.
• ابتكر أيضًا أقدم البوابات ذاتية الحركة، التي كانت تعمل بتقنية القوة المائية.

4. فرقة موسيقية تتحرك ذاتيًا

تصميم عبقري آخر، حيث تعتمد حركتها على مبدل مائي كما يلي:

• ينتقل الماء من حوض إلى آخر بشكل متبادل خلال فترة زمنية محددة.
• تتكون الفرقة الموسيقية من قارب يحمل 4 دمى تعزف، وتطفو فوق سطح الماء.

عدد الأجهزة التي صممها ابن الجزري

حسب كتاب الجزري، تم تقسيم اختراعاته إلى ستة أنواع تضم 50 جهازًا متنوعًا، وهي كالتالي:

• 10 ساعات متنوعة.
• 10 تصميمات للسفن الأوتوماتا، التي تقوم بتوزيع النبيذ والمياه لجلسات الشرب.
• 10 تصميمات لموزعات المياه للوضوء.
• 10 تصميمات للنوافير والآلات الموسيقية.
• 5 تصميمات مختلفة لآلات رفع الماء.
• 5 آلات متنوعة لأدوات قياس الأقفال.

أبرز المعلومات عن ابن الجزري

استطاع ابن الجزري، بفضل اختراعاته، أن يصبح أحد أعظم المهندسين والميكانيكيين في تاريخ العالم، ومن المعلومات البارزة عنه:

• ساهم بشكل ملحوظ في تعزيز أسس استغلال الطاقة الكامنة للمياه بطريقة علمية.
• عالم مسلم عربي، وُلد في العراق عام 1136، وكان جزءًا من الدولة العباسية، وتوفي في تركيا عام 1206.
• خدم الحضارة العالمية من خلال تصاميمه التي تركت أثرًا بالغ الأهمية في التقنيات المعاصرة التي نعيشها اليوم.
• ركز في كتاباته على أهمية التجريب والملاحظة الدقيقة للظواهر، حيث تُعَد أساس الاستنتاجات العلمية والعملية.
• أهلت إسهاماته الغرب للاعتراف بأن التروس القطعية كانت موجودة لأول مرة في مؤلفاته، كما أنه كان أول من استخدم الكرات المعدنية للإشارة إلى الوقت.