عُرف عز الدين أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن حسين بن أبي الحديد المدائني، بلقب ابن أبي الحديد، باعتباره أحد أبرز الكتّاب والعلماء والفقهاء في عصره. وُلِد في المدائن في الأول من شهر ذي الحجة عام 586هـ. كان والده بهاء الدين أبو الحسين هبة الله المدائني البغدادي، المدرس في المدرسة النظامية وأستاذًا في الحديث والأدب في بغداد والمدائن. لقد أنجب والد ابن أبي الحديد أربعة أبناء، كان أصغرهم أبو البركات محمد الذي شغل منصب كاتب لأوقاف النظامية. تميز ابن أبي الحديد بشغفه للعلم منذ طفولته، حيث بدأ رحلته في طلب العلم، وتعلّم الفقه والأدب والتاريخ. شارك في الأوساط الأدبية، وتأثر كثيرًا بأفكار الجاحظ، مما دفعه لتناولها في مؤلفاته، وتميز بالتوجه الجاحظي المعتزلي.
تبوأ ابن أبي الحديد مكانة مرموقة في بغداد، حيث كان له علاقة وثيقة مع وزير المستعصم، ابن العلقمي العالم. عمل كاتبًا في دار الخلافة، حيث شغل منصب كاتب دار التشريفات، ثم كاتب الخزانة، تلاه كاتب الديوان، وأصبح ناظر الحلة في عام 642هـ، ثم وزيرًا للأمير علاء الدين الطبرسي. تولى بعدها إدارة المستشفى العضدي ونظارة مكتبات بغداد. كَتَب الشعر في موضوعات متعددة مثل المدح والرثاء والوصف والحكمة والغزل، حيث كان شعره يعكس العرفان والمناجاة. يُذكر أن ابن أبي الحديد كان شافعيًا في الفقه والأصول، معتزليًا في الكلام، ما جعله ينتمي إلى مدرسة بغداد في الاعتزال. توفي في عام 656هـ.
خلف ابن أبي الحديد العديد من الكتب والمصنفات، تجاوز عددها 15 مؤلفًا، ومنها:
أحدث التعليقات