أمضى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مسيرة طويلة في السعي نحو الحقيقة، حيث استغل كل رحلة تجارية له للتقصي والسؤال عن الدين الحق. وعندما نزل الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قام النبي بمشاركة تجربته في غار حراء مع أبي بكر، وأوضح له ما يدعو إليه الدين الإسلامي من توحيد وترك عبادة الأصنام، فما كان من أبي بكر إلا أن قال: “صدقت”.
بهذا، أصبح أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أول من آمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خارج دائرته العائلية. ومن الجدير بالذكر أن أبا بكر لم يتردد بعدها في إعلان إسلامه والدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- واتباع النبي الكريم.
أنعم الله -تعالى- على أبي بكر -رضي الله عنه- بأن جعله سبباً في إسلام خمسة من أعلام الإسلام. ومن اللافت أن أبا بكر دعاهم جميعاً إلى الإسلام في ذات اليوم. وكان هؤلاء الخمسة يحملون عبء الدعوة على عاتقهم، وهم:
واجه أبو بكر -رضي الله عنه- أنواعاً متعددة من الأذى بسبب إسلامه ودعوته إلى الله ورسوله. وقد بلغت معاناته حداً جعله يفكر في الهجرة إلى الحبشة لحماية دينه، إلا أن الأخنس بن شريف تدخّل وأعاده. ومن الأمثلة على شدة الأذى الذي تعرض له، أنه أصرّ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للإعلان عن دعوته، وقد وافقه النبي في ذلك.
وقف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خطيباً يدعو إلى الله ورسوله، مما أثار غضب المشركين الذين انهالوا عليه وعلى المسلمين الذين كانوا معه بالضرب المبرح. وقد وُطئ أبو بكر بالأرجل، وتعرض للضرب بالعصي حتى اختفى أنفه عن وجهه. لكن بني تيم تدخلوا لإنقاذه من أيدي المشركين.
تتميز شخصية أبو بكر -رضي الله عنه- بالعديد من الفضائل، ومنها:
أحدث التعليقات