إياس بن معاوية بن قرّة بن إياس بن هلال المزني، هو أحد القضاة المرموقين في مدينة البصرة بالعراق، وكان ذلك في فترة حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز. عُرف بحسن الفطنة وذكائه الفائق مقارنةً بزملائه القضاة. والده وجده كانا من صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقد تولى القضاء رغم عدم رغبته، مما يدل على شعوره بالمسؤولية الكبرى في مكافحة الظلم وإعادة الحقوق لأصحابها، بالإضافة إلى رعاية الأيتام. كان إياس مشهورًا بلطفه وسمو ظنه، وذكائه كان مضرب مثل، حيث قال عنه الشاعر أبو تمام:
إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس
هنا نستعرض بعض الحقائق المهمة عن القاضي إياس بن معاوية:
يُكنى إياس بـ “أبي وائلة” أو “أبي واثلة”.
كان إياس يتميز بلون بشرته الأحمر وطول ذراعيه، كما وصفه الأصمعي. واعتبر الزركلي أنه كان من أعاجيب الزمن، وذو فراسة بارعة.
كُتب عن إياس بأنه كان بارًا بوالديه. فعندما سُئل والده، معاوية بن قرة، عن معاملة إياس له، أجاب بأن إياس كفاه أمور الحياة وكرّس وقته للآخرة. وعندما توفيت والدته، بكى بحرقة حيث أشار إلى أن وفاتها أغلقت عليه باب الجنة.
في إحدى الليالي، رأى إياس في منامه والده واثنين على فرسين، كل منهما لم يسبق الآخر. فاستنتج إياس أن أجله قريب وأدرك أنه سيعيش كعمر والده، أي 76 عامًا، وفعلاً لم يستيقظ من تلك الليلة.
درس إياس بن معاوية على أيدي عدة علماء، حيث تلقى علوم الشريعة والفقه والدين، ومن هؤلاء الشيوخ:
ومن أبرز تلاميذه:
إليكم بعض الوقائع التي تبرز ذكاء إياس وأسباب تسميته بالمثل “أذكى من إياس”:
لقد نُسبت إلى القاضي والتابعي إياس بن معاوية العديد من الأقوال الحكيمة، نختار منها ما يأتي:
توفي إياس بن معاوية في عام 122 هـ، عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد تنبأ بمكان وفاته بعد رؤيته للمنام الذي ذكرناه سابقًا.
أحدث التعليقات