إنجازات نجيب محفوظ الأديب المصري المعروف كثيرة جدًا، إذ حصل على شهرة عالمية واسعة، وعلى جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وله عدد من الروايات المشهورة الأخرى مما يجعله أهم كاتب روائي مصري نقل معالم الحضارة المصرية في رواياته بصدق واقتدار، وسنسلط الضوء على تفاصيل في حياته عبر موقع سوبر بابا.
نجيب محفوظ ذلك الاسم اللامع للكاتب المصري الذي خطّ العديد من الروايات الشهيرة، امتازت جميعًا بوجود السمة غير المتكررة من غيره من الكتاب وهي سمة وجود تفاصيل دقيقة جدًا عن الحارة المصرية في كل رواياته تقريبًا، فأصبح نجيب محفوظ هو المستحق بصدق بصفة المتحدث الرسمي باسم الحارة المصرية.
عند الحديث عن إنجازات نجيب محفوظ الروائية نجد أنه قد وصل إلى العالمية بكتاباته التي اختصت بالحارة المصرية وتفاصيلها وخاصة في القرن الماضي حيث احتلت ظاهرة الفتونة مساحة ضخمة من كتاباته، فلن تجد له رواية لم يصبغها بهذه الصبغة ويضيف فيها تفصيلة جديدة من تفاصيل الحارة المصرية.
تستطيع تمييز الطريق إلى العالمية بإعطائك الفرصة للعالم ليتعرف على دقائق عالمك المحلي بأسلوب أخّاذ وتفاصيل كثيرة ومثيرة، فأعطى الصورة التي لا يعرفها الناس عن المجتمع المصري فكانت رواياته بمثابة جغرافيا اجتماعية ترسم للناس الخريطة والشخصية المصرية من خلال الحارة المصرية.
فكانت جائزة نوبل الأدبية هي ما وفّى بها نتيجة كل هذا المجهود، جائزة عالمية سنوية بدأت في عام 1901 تقدم لكاتب كبير قدم خدمات للإنسانية عبر كتاباته، ويقدمها ملك السويد بنفسه بتصميم خاص لكل كاتب يصور بعضًا مما قدم، واختار نجيب محفوظ فائزا بها في عام 1988 موضحًا أسباب اختياره وكان السبب عند نجيب محفوظ هو كلمة الحارة.
لكن قدمت جائزة نوبل اسم العمل روايته “أولاد حارتنا”، فتسببت في وضع نجيب محفوظ في إشكاليات حول هدف الجائزة ومقصودهم بها نظرًا للمشكلات التي مرت بها الرواية.
حاز كاتبنا على العديد من الجوائز التي يمكن اعتبارها إنجازات نجيب محفوظ من الحكومة المصرية ومن غيرها من الحكومات والمنظمات والهيئات الأخرى وهي:
اقرأ أيضًا: العالم مندل درس توارث الصفات في نبات الفاصوليا
لا تختلف حياة نجيب محفوظ عن حياة الكثيرين من المصريين في جيله، ولعل هذا أبرز ما ميزه وميز جيله من الكتاب إذ كانوا معبرين بصدق عن الشارع المصري بعماله وفلاحيه ببسطائه وأغنيائه بكل سماته الاجتماعية الحسنة منها والسيئة فلم يكن أدبه يعبر عن فئة مخصصة وتريد أن تقنع العالم أن هؤلاء هم المصريون.
فلو نظرت إلى سجل حياته فلن تجد فيه أي اختلاف عن الآلاف ممن التقيت بهم عبر حياتك، رجل يتكلم عنك يفكر مثلك ويجلس على مقهى الفيشاوي مثلك تمامًا وليس غريبا عنك، يفكر مثلما تفكر ويعاني مثل معاناتك ولذلك لا تشعر بغربة أبدًا حين تقرأ وتعيش في إحدى رواياته لتتخيل وأنت تقرأ شخوصها ماثلة أمامك.
لعل أشهرهم هي الثلاثية التاريخية بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، الذي قدم فيها أسرة واحدة فقط وتطورات الزمن والأحداث على أبطالها وتعاملهم مع بعضهم في أسرة السيد أحمد عبد الجواد وأبنائه.
ليجسدها الفنان يحيي شاهين ويحتفظ باسم بطلها لنفسه كأحب الألقاب إليه ويحب أن ينادى به (سي السيد)، وقم أيضا العديد من الروايات الناجحة الأخرى، والتي وقعت كأهم إنجازات نجيب محفوظ.
بينما تظل روايته الأكثر إثارة للجدل هي رواية أولاد حارتنا التي نشرها عام 1959 والتي قامت بسببها بينه وبين الكثيرين خلافات وصلت إلى حد حظر نشرها داخل مصر.
بل صُودِرت بقرارٍ من الأزهر في ذلك الوقت لاستخدامه أسماء دينية للأنبياء والرسل مع ظروف مشابهة لحياة الأنبياء وخلاف أكبر حول شخصية الجبلاوي الذي يظهر في كل أحداث الرواية كمتابع لها دون تدخل منه.
اقرأ أيضًا: أهم روايات نجيب محفوظ
كتب نجيب محفوظ العديد من السيناريوهات وخاصة عند لقائه بالمخرج صلاح أبو سيف فعمل معه أفلامه حيث قدم أول سيناريو له لفيلم “مغامرات عنتر وعبلة” وبعده فيلم “المنتقم” حتى كلفه وزير الثقافة المصري ثروت عكاشة للعمل في منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية.
عشق نجيب محفوظ القراءة منذ نعومة أظفاره وخاصة في الأدب العالمي لكنها لم تؤثر على حسه الشرقي أبدًا، فقرأ للكثيرين مثل شكسبير وكونراد وفلوبير وستندال وتولستوي وبرنارد شو، واستغل وقته في القراءة الأدبية المتنوعة حتى تكونت لدية حصيلة معرفية ضخمة مكنته من الصياغة الأدبية الخاصة به.
كان يحرص بصفة يومية على السير في الشارع ولم يؤثر عليه سنه ولا شهرته وكان له مكانًا مخصصًا يوميًا على قهوة الفيشاوي في الحسين ليختلط بالناس وليتشرب أفكارهم وطريقتهم وردود أفعالهم.
امتازت حياة وإنجازات نجيب محفوظ الأدبية بالإغراق في الواقعية، فلم تكن رواياته فيها الشخص الذي يتصف بصفة البطل السنيمائي القادر على حل كل المعضلات، ويقوم بأفعال خارقة ليثير الإعجاب، بل كان كل أبطال رواياته أناسًا عاديون يخطئون ويصيبون ينجحون ويفشلون.
كان بطله الحقيقي في رواياته هو الشارع أو الحارة المصرية، هي بتفاصيلها وأفكارها وأخلاقها وقيمها ودفاعها عن الشرف والنخوة والكرامة وعدم قبولها للظلم من فرد لغيره، بل كان أبطاله من الحرافيش أو الفتوات يعبرون عن هذه المعاني بكل تجسيد واقعي، ولم يظهرهم كملائكة أطهار بل بشر بكل عيوب ومزايا البشر.
نشر رواياته جميعًا على هيئة السرد فيبدأ من بداية القصة والعقدة والحل في تسلسل رائع تتفق مع أبطال روايته أحيانًا وتختلف معهم وتعتب عليهم وتشجعهم وتعيش جوًا خرافيًا من التجسد معهم، حتى كأنك ترى السيد أحمد عبد الجواد يجلس بجوارك على المقهى أو في المواصلات بينما سعيد مهران يشكو لك ما فعله به عليش في رواية اللص والكلاب.
كانت له رواية واحدة مختلفة عن طريقة السرد بطريقة فريدة جدًا تجبرك على محاولة الإمساك بخيوطها لأنها كتبت على طريقة تسلسل الأسماء فكتب أسماء أبطال روايته ورتب أسماءهم أبجديًا، وكتب في الصفحة الخاصة بكل اسم تفاصيل عن شخصيته، وهي رواية حديث الصباح والمساء الذي بذل معها محسن زايد جهدًا خارقًا في محاولة جعلها رواية متسلسلة.
اهتم محفوظ بالعلاقات الأسرية داخل رواياته فكانت معظم رواياته عبارة عن علاقات اجتماعية بكل ما فيها من حسن ومشاكل، وكان ينتصر فيها للقيم وللأخلاق والآداب العامة فكان في شخوص أبطال رواياته الفتاة اللعوب في زقاق المدق والشاب المتفلت ياسين في قصر الشوق واللص كسعيد مهران وفيهم الشاب الوطني الذي مات غدرا في الثورة على الإنجليز.
اقرأ أيضًا: من هو الدكتور عمر عبد الكافي
إنجازات نجيب محفوظ الكثيرة في الأدب هي ما تجعل الكل راغبٌ في أن يكون لديه بعض العلم بالحياة التي قضاها وصولًا إلى هذا المنصب.
إنجازات نجيب محفوظ هي ما جعلت تفاصيل حياته ثرية جدًا، فنجده عاشها بكل ما فيها من إخفاقات ونجاح وبكل ما تحمله من سمات الكفاح.
أحدث التعليقات