نجح الملك الحسن الثاني في الحفاظ على عرشه رغم التحديات العديدة التي شهدتها فترة حكمه، وأستثمر جهودًا كبيرة في تطوير بلاده على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. إليكم أهم إنجازاته:
تمكن الملك الراحل الحسن الثاني، من خلال سياساته الحكيمة، من تحقيق وحدة المملكة المغربية وتعزيز أسس الدولة من حيث القوانين والحقوق. وقد نفذ إصلاحات سياسية ودستورية شاملة، ومن أبرز إنجازاته استعادة الصحراء من الاستعمار الإسباني؛ حيث نظم مسيرة خضراء نحو المناطق الصحراوية إرغامًا للسلطات الإسبانية على إخلاء الأراضي المغربية التي احتلت منذ عام 1884م. وقد لاقت هذه المبادرة قبولًا شعبيًا واسعًا، مما أدى إلى استعادة السيادة المغربية على تلك المناطق.
كما دعا الملك إلى التعايش السياسي بين النظام الملكي والأحزاب المعارضة، مما ساهم في تشكيل حكومة متوازنة في التسعينيات برئاسة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهي الحزب الذي يتمتع بتاريخ طويل في المشهد السياسي المعارض، مما أتاح له الانفتاح على المشاركة السياسية في القصر الملكي.
شهد المغرب عدة إنجازات اقتصادية في عهد الملك الراحل، ومن أبرزها إصداره للظهير بتاريخ 2 مارس 1973م الذي دعا فيه إلى تفعيل دور المديرين المغاربة وتعزيز القطاعات الحيوية في الاقتصاد والصناعة، فضلاً عن استعادة الأراضي لإجراء إصلاحات زراعية.
كما ساهم في تشييد السدود لتوفير مياه الري لمساحة مليون هكتار، ورعاية التوسع في استصلاح الأراضي الزراعية وتنمية أساليب الإنتاج. وتأسس أيضًا عدد من الصناعات التحويلية المرتبطة بالإنتاج الزراعي، فضلاً عن تحديث وإنشاء مجموعة من المؤسسات الاقتصادية الهامة.
عمل الملك الحسن الثاني على تعزيز المؤسسات الديموقراطية في المملكة من خلال إنشاء لجنة تحكيم مستقلة تعنى بمعالجة القضايا الحقوقية. كما أنشأ المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان كأول مؤسسة وطنية تكرس جهودها للنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها في المغرب.
عُرف الملك الراحل الحسن الثاني بقدرته على إيجاد الحلول القائمة على الحوار لفض المنازعات وتعزيز السلم والأمن. لعب دورًا محوريًا في النزاع العربي الإسرائيلي من خلال تقريب وجهات النظر بين تل أبيب وعدد من العواصم العربية، كما عمل على تعزيز العلاقات بين الشعوب والديانات والحضارات الكبرى.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من القادة العرب كانوا يستشيرون الملك الحسن الثاني في قضاياهم وأزماتهم نظرًا لحكمته السياسية. وكان يتميز بخطاباته الإبداعية غير المكتوبة، التي كانت تمتاز بالطابع الارتجالي، مما أضفى عليها سحرًا خاصًا.
توفي الملك الحسن الثاني يوم 9 ربيع الآخر 1420 هـ، الموافق 23 يوليو 1999م، جراء نوبة قلبية.
أحدث التعليقات